• الساعة الآن 09:07 AM
  • 22℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

الرزامي إلى مكة مجددا .. حج أم بيع مواقف

news-details

 

خاص | النقار

للعام الثاني على التوالي يحظى القيادي العسكري في جماعة أنصار الله يحيى الرزامي، رئيس اللجنة العسكرية وقائد ما يعرف بـ"لواء همدان"، برحلة حج مبرور، وقد حرص على إدلاء تصريح شكر فيه "قيادة البلدين الشقيقين" والتقاط الصور بزي الإحرام مع أبرز مودعيه، مغادرا مطار صنعاء ضمن وفد رسمي إلى جدة.

وبحسب الصيغة الرسمية الاحتفائية لدى إعلام سلطة صنعاء، فقد ضم الوفد "نائب رئيس الوزراء حسين مقبولي، ونائب وزير الحج والارشاد الاستاذ فؤاد ناجي وطه حسين مدير مكتب رئيس الوزراء وعبدالرحمن النعمي وكيل وزارة الحج ومحافظ محافظة المحويت الشيخ حنين قطينة، والعديد من الشخصيات السياسية والعسكرية والقبلية".
 

حج وبيع مواقف

برز المثل اليمني المعروف "حج وبيع مسابح"، كتعبير تلقائي من قبل الشارع اليمني وهو يرى الرزامي قد ظهر من نفس المكان وربما بنفس زي الإحرام الذي تصور به العام الماضي ليرأس من جديد وفد الحج الرسمي المعتمد من قبل سلطة صنعاء، كحج سياسي بامتياز. لم يجد الشارع اليمني ما يعبر به تعليقا على وفد الحج سوى ذلك المثل، بعد أن توصل طرفا صنعاء والرياض إلى "تفاهمات".

صحيح أن بيع المسابح (جمع مسبحة) لا تليق بشخصية الرزامي العسكرية باعتباره قائد لواء معتبر، لكن لا بأس من إسقاط المثل على الوفد بشكل عام دون تحديد أشخاص معينين، وبالتالي فقد آثر الناشط رداد الحذيفي تحريف المثل إلى "حج وبيع مواقف"، باعتبار "المواقف" أكثر رواجا من "المسابح" في سوق الحج الذي لا شك سيشهدون فيه منافع لهم ويذكرون اسم الله في أيام معدودات.

أما الصحفي خليل العمري مراسل قناة المنار اللبنانية في صنعاء فقد اقترح حجا خاصا به إلى قليس صنعاء، قائلا: "‏سأذهب للتطواف ببقايا القُلّيس في صنعاء القديمة صباح الأحد القادم. من منكم سيرافقني؟".

يرد على دعوته الناشط قايد حاتم بالقول: "‏‎يا اخي ما عاد فينا طافة ننتقد الخبرة عايخرجوا لنا ساع كلاب المجزرة يكفرونا ويتهمونا بالكفر البواح ليش ان احنا انتقدنا اخوانهم المؤمنين آكلو أموال الشعب بالقوة والجبروت الذين سيكون حجهم إن شاء لله وبالا عليهم لأنها من أموال الشعب، بينما الشعب يفتقر لحبة رغيف خبز وهولاء يتنعمون ويحجون!".

ويعلق الصحفي عبد السلام المساجدي على تغريدة العمري قائلا: ‏"‎وكأن الهدنة والتقارب مع السعودية كان من أجل الرزامي وشلته يروحوا يحجوا.. مهزلة ما بعدها مهزلة".

بالنسبة للناشط مجدي عقبة، فإن الحج إلى مكة مجرد عذر لزيارة حافلة إلى الرياض، استنادا كما يبدو إلى مقولة للمفكر السعودي الراحل عبد الله القصيمي مفادها أن اليمنيين الأغبياء يحجون إلى مكة، بينما الأذكياء منهم يحجون إلى الرياض.

بقول عقبة: ‏"إذا شفت الجماعة يفتتحون مشاريع في الحديدة أيام البرد ويزورون السعودية بعذر الحج فاعلم أن المقصود الفهنة وتغيير جو".

ويعلق الناشط إسماعيل الجرموزي على الصورة التي ظهر فيها الرزامي والوفد المرافق بزي الإحرام بالقول إنها "‏الدبلوماسية المتعففة بـ غطاء الحج 2"، مضيفا: "تذكروا بأن الشعب منذُ عشرة أعوام يلبس أكفانا بيضاء مطرزة بالكرامة والشموخ والعزة والصبر والإيمان"، فيما علق الناشط مطيع عبد الله عبده بالقول: "صور منورة ومرضية وهذا حال المؤمن الذي ربح الدنيا في اليمن وربح الاخرة في السعودية".

ويعلق الصحفي المساجدي بدوره قائلا: ‏"وجوه يومئذٍ مُزرية ضاحكةٍ مُتّعرية"، حيث "تُظهر هذه الصورة وجوهًا مشتركة بين أطراف متناحرة، حيث لا يختلف الرزامي وشلته عن معمر الارياني وذبابه فالأخير يمتلك جيشًا من الذباب الإلكتروني على تويتر سخرهم للدفاع عن السعودية، بينما الأول لديه عشرات الآلاف من الجنود وظفهم لحماية حدود المملكة".

القيادي في أنصار الله حميد عاصم والمعين وكيلا أولا لمحافظة صنعاء، احتج على ذهاب وفد رسمي للحج في ظل ما سماها الممارسات المعادية من النظام السعودي، مشيرا إلى أنه "‏من غير المناسب أن يذهب أي مسؤول للحج سواء كان عسكريا أو مدنيا، في ظل ممارسات النظام السعودي المعادية لليمن"، دون أن ينسى تذييل تغريدته بأنها "مجرد رأي شخصي" ربما خوفا على منصبه.

أما الناشط أبو يحيى فاحتجاجه يتلخص في أن "‏‎الرزامي حج العام الماضي أم لا؟ سبرت لهم أم هم وفد سري باسم الحج؟ وبعدا من شروط الحج قضاء الدين حتى يصح ويقبل الحج الله الرزامي والقيادات الاخرى عندهم رواتب الشعب هم من القيادة أو انا غلطان".

حاول الناشط الأنصاري محمد عامر النظر إلى الموضوع من زاويته الخاصة حيث إن "‏‎الرزامي تطلب منه السعودية وهي من تقدم له الطلب للزيارة والحج ولأجل التفاوض لأنه يعتبر الطرف الأقرب للتفاهمات العسكرية مع السعودية"، مضيفا: "بس احنا نقصد ان الرزامي كان يجب عليه أن يستدعي الشيخ حسين حازب وشخصيات مؤثرة في المجتمع كان بايكون أثرها كبير".

 

كوت آل جابر

جاء السفير السعودي محمد آل جابر إلى صنعاء لابسا كوتا أزرق وشماغا أحمر. كان ارتداؤه للكوت ملفتا، حيث لا صنعاء بتلك المدينة الباردة فيخشى على نفسه من زكام أو ضربة برد، ولا من عادة جابر لبس الكوت بدلا عن البشت. لكن حدث ذلك وتمت التفاهمات في القصر الجمهوري بصنعاء، كإيذان ببدء صفحة جديدة يستطيع فيها قادة الجماعة أداء فريضة الحج الإلهية كما ينبغي. وفضلا عن السوق الرائجة للأكوات الزرقاء لدى مسؤولي سلطة صنعاء الذين استقبلوا آل جابر، فإن أزياء الإحرام مناسبة للذهاب بها إلى المملكة من داخل مطار صنعاء، خصوصا وأنه يتم التخلص عبرها حتى من السراويل الداخلية. فالرزامي الذي ظل يتوعد طيلة أعوام بأنه وجماعته سيحجون بالبنادق، ها هو يذهب بزي الإحرام وللعام الثاني على التوالي حائزا قصب السبق في فيزا وأشياك الرحلات التي حملها يوما ما كوت آل جابر.

شارك الخبر: