• الساعة الآن 11:09 PM
  • 19℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

سحر الخولاني للنقّار: (دار الأسرة) سجون نسائية تعرضت فيها لانتهاكات جسدية ونفسية

news-details

 

خاص | صنعاء - النقار
تحوّلت تجربة الأم اليمنية سحر الخولاني إلى واحدة من أكثر القصص التي تكشف حجم الانتهاكات والتمييز في مناطق سيطرة جماعة أنصارالله، بعدما تعرّضت للاعتقال هي وأطفالها وزوجها بسبب مقاطع فيديو نشرتها تتحدث فيها عن ضياع الحقوق وغياب المواطنة المتساوية.

القصة بدأت، عندما سحبت معلمة في إحدى مدارس صنعاء المقعد الدراسي من ابنة سحر، وأجلستها على الأرض لتجلس مكانها ابنة أحد مشرفي الجماعة من أسرة المداني. لم تستطع سحر التزام الصمت أمام ما اعتُبر عنصرية تمارس على ابنتها، فنشرت الفيديو وتحدثت في مقاطع لاحقة عن التمييز الذي يُكرّس امتيازات خاصة لأسر محددة على حساب بقية اليمنيين.

بعد أيام من نشر تلك الفيديوهات، داهمت قوة أمنية منزلها في صنعاء، واقتادتها مع زوجها وأطفالها إلى ما يُعرف بـ (دار الأسرة) او ماتصفه سحر بـ"الدار المخفية" وهو مركز احتجاز تديره شرطة نسائية تابعة لأنصار الله.

قالت الناشطة سحر الخولاني في حديث لشبكة “النقّار” إن ما يُعرف بـ”الدار المخفية” أو “دار الأسرة” هي سجون غير قانونية يجب إغلاقها، مؤكدة أن الشرطيات العاملات فيها يرتكبن انتهاكات جسيمة بحق النساء المعتقلات. 
وقالت الخولاني: "هل تعتقدون يا أنصار الله أني سأقبل بهذا الكلام؟ أو أن قلبي كبير بيسامح الانتهاكات النفسية والجسدية التي عانيت منها أنا وأطفالي في الدار المخفية؟ ما زلت إلى اليوم أعاني من آثارها"

وأوضحت أن القاضي في المحكمة الجزائية أقر بأن احتجازها كان ظلما، مشيرة انها طالبت بالحصول على ملف قضيتها إلا أن طلبها تم رفضه. وتحدثت الخولاني عن معاناتها قائلة إنها وأطفالها عاشوا خمسة أشهر من الانتهاكات النفسية والجسدية داخل ما وصفته بـ”الدار المخفية”، وأن آثار تلك التجربة ما زالت تلاحقها حتى اليوم.
وطالبت باعتذار رسمي من ما وصفتها بـ"رئاسة الجمهورية" في صنعاء عمّا تعرضت له وأسرتها من انتهاكات، معتبرة أن تجاهل قضيتها يمثل استكبارا في وجه المظلومية.
كما استنكرت فرض ضمانات مالية عليها رغم أنها من “البسطاء”، محذّرة من استمرار الانتهاكات بحق السجينات داخل تلك المراكز السرية، وداعية إلى إغلاقها بشكل فوري ومحاسبة المتورطين فيها.

انتهت معاناة سحر بالافراج عنها وعن أسرتها بعد خمسة أشهر من الاحتجاز، لكنها لم تنتهِ في داخلها. اليوم تواصل الخولاني نضالها العلني من أجل المواطنة المتساوية، إذ أنها لا ترى ما حصل لها حادثا فرديا بل انعكاسٌ لفكرةٍ راسخة في بنية السلطة الحاكمة اليوم بصنعاء، تقوم على التمييز السلالي واعتبار فئة من اليمنيين أكثر استحقاقا من غيرهم بحكم النسب”. قصة سحر الخولاني، لم تكن بحثا عن بطولة، بل عن عدالة غائبة في وطنٍ تُقاس فيه الكرامة بالنسب لا بالإنسانية.

شارك الخبر: