• الساعة الآن 07:12 AM
  • 13℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

مجلي الصمدي.. مظلوم بحكم محكمة

news-details


خاص | النقار

عامان مضيا منذ أقدمت سلطة صنعاء بأجهزتها الأمنية على إغلاق إذاعة محلية كل ما فعلته هو أنها كانت تبث أغاني محلية. لم تكن تصدر البيانات ولا تدعو إلى الخروج على "الحاكم"، فمنطلقها ليس طائفيًا كما السلطة الحاكمة ولا علاقة لها بالمذهبية، بقدر ما كانت مستراحا يلجأ إليه الهاربون من اكتظاظ الحياة وقساوتها وتفلتها من أيديهم إلى صوت غنائي لهذا الفنان أو ذاك. لكن سلطة صنعاء لا يروقها أن تجد حتى من يهرب منها، عليه أن يستسلم فقط.
كانت إذاعة صوت اليمن عدوا بالنسبة لسلطة صنعاء، وبالتالي يجب أن تجيش ضدها كل قوتها وتقوم باقتحامها ومصادرتها، كوكر من أوكار الكفر بحسب عقلية وزير الإعلام في سلطة الأنصار ضيف الله الشامي، الذي يدين تضييق الاحتلال الإسرائيلي على وسائل الإعلام في فلسطين ويمارس على وسائل الإعلام المحلية في جغرافيا سلطته ما هو أكبر من التضييق. إنه يصادر ويقتحم ويعتقل وينفي.
في الـ25 من يناير 2021، اقتحمت الأجهزة إذاعة صوت اليمن وأوقفت بثها، وفي الـ11 من يوليو الماضي، عاودت اقتحامها مجدداً ونهبت أجهزتها، وذلك بعد أيام من إعادة بثها وفقاً لقرار قضائي.
وفي ديسمبر 2022 أصدرت محكمة الصحافة والمطبوعات، حكماً بإلغاء القرار الإداري الصادر عن سلطة صنعاء بشأن إغلاق الإذاعة وذلك بعد نحو عام من وقف بثها.
قضى الحكم أيضاً بمنح الإذاعة تصريح إعادة البث وتعويضها، وإعادة الأجهزة المنهوبة التي تم نهبها في الحادي عشر من يوليو.
لم يكن ذلك هو الحكم الأول الذي يصدر لصالح الإذاعة، حيث سبق أن رفضت سلطة الشامي أحكاما سابقة رامية بها عرض الحائط،  فالتضييق على وسائل الإعلام المحلية، واقتحام مقراتها ومصادر معدات غالبية الوسائل الإعلامية، بالإضافة إلى السيطرة الكاملة على وسائل الإعلام المملوكة للدولة هو ديدن تلك السلطة التي عملت خلال السنوات الماضية على حجب غالبية المواقع الإلكترونية، وشنت حملة اختطافات واسعة في صفوف الصحفيين، وفرضت إجراءات تعسفية، ومنعت الصحفيين من العمل الميداني، ما عدا الوسائل التي تعمل لصالحها وتسبح بحمدها ليل نهار.

عامان لمنفى آخر
ذهب العامان ومازال مدير إذاعة صوت اليمن الصحفي مجلي الصمدي يأمل أن يستعيد إذاعته عبر القضاء. من رآه طيلة يوم أمس وهو يستعد ويهيء أفراحه لصباح اليوم التالي بأن "‏غدا الأحد (اليوم) 31 ديسمبر تنعقد جلسة النطق بالحكم بمحكمة استئناف أمانة العاصمة بشأن إذاعة صوت اليمن fm"، مضيفا: "سنودع العام بنكهة العدالة وروح الإنصاف إن شاء الله. ‏عامان كاملان وأنا بلا أثير بلا صوت وبلا عمل وبلا دخل 
وبلا إنصاف! رفضت عروض كثيرة عشان ابقى بصنعاء مع أسرتي، غدا نسمع القضاء اليمني والله المستعان".
لكن "غدا" هذا الذي انتظره الصمدي بفارغ الصبر فاجأه بما هو أفدح، حيث ألغى "‏القاضي المنصور" حكم المحكمة الابتدائية جملة وتفصيلا دون إبداء الأسباب، هكذا قال الصمدي مشيرا إلى أن القاضي  قال له "بازدراء وعنصرية أمام الملأ داخل القاعة: سير اتزيرع في البلاد!" 
يضيف مجلي: ‏عندما يقول لك القاضي الذي تنتظر منه الإنصاف:
سير اتزيرع كمبرر لنهب حقك والغاء الحكم الابتدائي جملة وتفصيلا فعلى الدنيا السلام".
إنها بحسب الصمدي "عنصرية مقيتة"، حيث "‏الاستئناف يؤيد النهب والمصادرة والحقوق الشخصية! فستة بنود هي إجمالي الحكم الابتدائي الصادر لصالح إذاعة صوت اليمن تم إلغاؤها دفعة واحدة كلها دون إبداء الأسباب ويزيد يقولك القاضي بازدراء وعنصرية: سير اتزيرع في البلاد!
أي بلاد يقصد؟! ‏انا ماعاد يحق لي اجلس بصنعاء خلاص".

"سير اتزيرع في البلاد"
بحسب ناشطين فإن "‏‎الزيرعة" في عقائد الأئمة (التي تستند عليها سلطة صنعاء) هي وظيفة خاصة باليمني، بينما يعتقدون أن الدولة ووظائفها حق أصيل وحصري بهم. ولذا يطلقون على اليمني "رعوي" وهو لقب أقل بكثير من المواطن، يشابه لقب الأجير أو العبد، ووظيفته الزيرعة ودفع الإتاوات والخُمس، والدعاء لولاة الأمر.
إذن على الصمدي أن يذهب إلى "البلاد" ليتزيرع ويترك هذه الأمور التي هي أكبر منه باعتباره مجرد "رعوي" لا يفقه سوى دفع جبايات وتقبيل رُكَب.

شارك الخبر: