• الساعة الآن 10:13 PM
  • 20℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

(الصف السابع) أداة جديدة لتكريس الولاء لأنصارالله

news-details

خاص | النقار
لا تكف جماعة أنصار الله وسلطتها الحاكمة عن تكريس فكرها الطائفي والمذهبي في المناهج الدراسية بمختلف المراحل، من خلال تغييرات وتحويرات تقتضيها من وقت لآخر بشكل تدرجي. فما لا تستطيع إضفاءه من تغييرات هذا العام، ستستطيعه في العام المقبل وهكذا. كأن الأمر أشبه بجرعات لا تأتي دفعة واحدة. فآية قرآنية من مثل (يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله) ستأخذ مع الوقت تحويرا يجعل من الجماعة هي المعنية بالآية، وبالتالي (كونوا أنصار الله) معناها: كونوا حوثيين. 
في مواد الصف السابع على سبيل المثال، يأتي الدرس الرابع من مادة التربية الإسلامية نشيدا بعنوان (هذا الإله ينادي) مشارا في الهامش إلى الشاعر الذي كتب هذا "النشيد" وهو: (الشاعر إبراهيم حميد الدين). 
يقول البيتان الأخيران من النشيد: 
بالآي والآل ننجو
من زيغ أهل الفساد
تمسكوا لن تضلوا 
هذا لنا خير هادي


وبحسب "ما يستفاد من الدرس" فإن (المؤمن يهتدي بالقرآن الكريم ويتمسك بأهل البيت)، و"أهل البيت" هنا لن يكونوا سوى زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، وعليه فالولاء أولا وأخير هو له. 
وفي مادة اللغة العربية تصادفنا الوحدة الثانية بعنوان (الغزو الفكري)، لتتحدث عن "فقدان التربية الواعية" فتقول إن "من أفجع الصور المؤلمة التي دهمت المسلمين من هذا الغزو التعليمي: فرض لغة المستعمر". 
أما الوحدة الثالثة التي حملت عنوان "قضايا وطنية" فعبارة عن قصيدة للشاعر حمير العزكي بعنوان (يمن العز) يتحدث فيها عن الفجر الذي تفتق من تليد الحضارة وجذور الإيمان ليقول في البيت الأخير منها: 
وأنر بنهج مسيرتي كل الدنا
وانشر هداها رغم كل حقود


وبالتالي فمسيرة الجماعة ونهجها هما كلمة السر لـ"يمن العز"، وعلى الطالب أن ينشر هدى الكسير رغم كل الحاقدين. 
أما التعريف بالشاعر فجاء هكذا: ".... وله عدد من القصائد الشعرية التي تؤكد على ترسيخ الهوية الإيمانية الجامعة لأبناء الشعب اليمن الواحد"، أي أنه في النهاية أحد شعراء الجماعة. 
وفي الوحدة السابعة التي حملت عنوان" عطاء الشهادة" تصادفنا قصيدة لشاعر آخر من شعراء الجماعة وهو معاذ الجنيد بعنوان "الشهيد الحي". 
أما الوحدة الثامنة التي حملت عنوان "أعلام يمانية" فاختارت الصحابي خزيمة بن ثابت الأنصاري، وهي قصدية واضحة لجعل مفهوم "الأنصار" في عهد النبي مرتبطا بمفهوم "الأنصار" الخاص بالجماعة.

هذا فقط مثال واحد من عشرات الأمثلة التي يصادفها المرء على عجالة وهو يتصفح كتابا دراسيا لطالب في هذا الصف أو ذاك، حيث تحضر شخصية مثل ناصر الأطروش صاحب الدولة الزيدية التي ظهرت في جبال الديلم بإيران، وتغيب رموز وطنية مثل علي عبد المغني وغيره، يحضر معاذ الجنيد شعرا ونضالا، ويغيب محمد محمود الزبيري، يحضر الولاء وتغيب المواطنة، تحضر 21 سبتمبر 2014، وتحذف 26 سبتمبر 1962.

شارك الخبر: