• الساعة الآن 09:54 PM
  • 19℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

معجب المعجِّب.. تيشيرت التهريج الذي أصبح بذلة رسمية

news-details

 

خاص - النقار 
قبل ثلاثة أسابيع فقط، كان الإعلامي في قناة الساحات التابعة لجماعة أنصار الله عبد الحافظ معجب مازال على حاله منذ سنوات: يرتدي تيشيرتا ضيقا على قناة "أنصارية" ومحتفظا على الدوام بنصف سكسوكة كموديل إعلامي يجمع بين الأصالة والمعاصرة، يقدم "مَجْبَرا" يُعجب الكثير من المشاهدين الذين يكونون قد بدؤوا في تناول القات بنفس توقيت مَجبر معجب المعجّب. 
وعليه فإن الإعلامي معجب ظل ملتزما للمخزنين من منتسبي جماعته ببرنامج يومي هو عبارة عن "مجبر" وأكبر من "تفرطة"، وبنمطه الشكلي المعاصر باعتبار أن بيروت، حيث المقر الرئيسي لقناته، تقتضي منه أن يظهر على خلاف المتوقع من إعلامي يتبع جماعة "قرآنية". 
ومثلما أن الشكل وحده ليس كافيا بالنسبة لجماعة جاءت بمعجب من دمنة نخلان في إب، حيث مسقط رأسه كما يقول في برامجه، وقذفت به مباشرة في قلب بيروت، فإن المضمون يجب أن يكون موافقا للشكل، ليؤدي الإعلامي المخضرم عبد الحافظ معجب دوره كما يجب. فإذا كان الطرف الآخر لديه الربع ولديه الأضرعي، فإن لدى الجماعة المؤمنة هي أيضا معجّبها الذي لا يقل إبداعا عنهما وعن المومري، بحيث يكون الإعلام قد غدا تهريجا وانحطاطا إلى أدنى المستويات. 
لكن هذا لا يمنع أن تجد عبد الحافظ في برنامج المجبر ذاك، أن يتطرق بأسلوبه "المعجّب" إلى قضايا فساد لمسؤولين وقيادات كبار في جماعته كمحمد علي الحوثي أو أحمد حامد أو حتى المشاط، وأن يتلقى اتصالات على الهواء مباشرة من قبل مواطنين يعرضون عليه قضاياهم ومظلومياتهم، فينبري للهجوم على الفساد والفاسدين ويكون قد حظي بالمزيد من الإعجاب والتصفيق العريض العابر للحدود من قبل المتابعين في متاكي القات. 
فحتى وهو ينتقد الفساد، ويتطرق لأسلوبه "المعجّب" إلى الرؤوس الكبار في جماعته وسلطتها دون أن يخشى أحدا، كان يؤدي الدور كما يجب. حتى جاء اليوم الذي تقرر فيه أن يكافأ معجب وأنيتم تعيينه مديرا عاما لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون في صنعاء، ضمن ما أصبح يطلق عليه التغييرات الجذرية بإقالة شخص من منصب وتعيين غيره بدلا عنه. 
وهكذا تمضي الأمور باستتباب، غير أن ما سيبديه معجب منذ اللحظات الأولى لتعيينه هو أن يخلع عنه ثوب التهريج ذاك، ويتحول من صاحب "مجبر" في قناة إلى "مسؤول" يتحدث بلغة رسمية رصينة تضع أهمية الحفاظ على سمعة الوطن فوق كل اعتبار وتعتبر كل من يتحدث عن الفساد عدوا للوطن وخادما للأعداء. 
على سبيل المثال منشوره الأخير على صفحاته في فيسبوك وإكس وغيرهما من منصات التواصل، كان فيه من الحصافة والحرص على الوطن لدرجة أن المعنيين بالتعيينات كان يفترض بهم تعيينه بدل المشاط نفسه، وليس فقط مديرا عاما لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون. لقد كتب منشوره هكذا: "هل فكرت يوماً أن كلمتك يمكن أن تصبح سلاحاً في يد العدو؟ حين تركز على أخطاء وطنك بدل مواجهة الغزاة، هل تعلم أنك تمنح العدو فرصة للانتصار؟ من يهاجم الدولة في زمن الحرب… هل يقوي الوطن أم يضعف الجبهة الداخلية؟". 
وباعتبار منشور معجب كان عبارة عن تساؤلات موجهة إلى الجميع بلا استثناء، حاملا الريتويت نفسه (‎مع معجب) كدليل على الأصالة وعدم تغيره بسبب المنصب، فإن جوابا غير متوقع جاءه من قبل الصحفي خليل العمري يقول: "لا ما فكرت ولا يوم. قبل 3 أسابيع فقط بدأت أفكر". فالأسابيع الثلاثة تلك كفيلة بأن يتحول تيشيرت التهريج إلى بذلة مسؤولة اسمها عبد الحافظ المعجّب.

شارك الخبر: