من أول جملة يفجؤك عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي بقوله "سمعت فيديو"، في تغريدة رسمية كتبها بعد التخزينة كما يبدو، لأن إبداعات هذا الرجل عادة ما تتجلى بعد القات.
أما المفاجأة الثانية فهي تسميته للإرهابي عبد الله العديني بـ"الشيخ" على غرار تسابيح الإخوان بأصحاب اللحى الصفراء، معترفا به أيضا كـ"عضو مجلس النواب".
وباعتباره "حارس فضيلة" هو أيضا، بصرف النظر عن قضايا زواجه الرائجة المزكمة للأنوف، يتداعى "السيد" محمد علي الحوثي ملبيا نداء "الشيخ" عبد الله العديني بإنقاذ تعز مـ"ما يحصل لدى مرتزقة تعز من شذوذ للمثلية".
وبصرف النظر كذلك عن رداءة التعبير في عبارة "شذوذ للمثلية"، حيث نفي النفي إثبات، فإن تغريدة آخر الليل هذه تأتي بالدواهي فعلا. فهي تعبير كامل عن اتساق في البنية الفكرية عند هؤلاء وهؤلاء على حد سواء. إنها الإفصاح الضمني عن النفسية ذاتها التي تحدث عنها الكواكبي قبل أكثر من مائة عام في كتابه طبائع الاستبداد من كون كل تفكير هذه الجماعات ينصب في المسألة الجنسية. فالعديني لم يلتفت إفى جرائم جماعته وتنكيلها بأبناء تعز على كل المستويات وركز فقط على عريسين تناولا وجبة إفطار في بوفيه، واعتبره شذوذا يجب الاستنفار وحشد كل المنابر والفضائيات لمحاربتها.
مثلما أن الحوثي ينسى تنكيل جماعته بأبناء تعز هو الآخر ويستنفر لاهتزاز العديني على منبرٍ زائف كلحيته.
يواصل الحوثي تغريدته بالقول إن ما هو بصدده، مع إدانته بطبيعة الحال "لما يحصل هناك من تنفيذ المرتزقة (الإخوان) للبرنامج الأمريكي لحماية وممارسة شذوذ الفاحشة الذي يريدون فرضه على مجتمع تعز العز والشرف"، هو "دعوة للشيخ (الإخواني) عبدالله العديني.. أقول له موقفك الرافض موقف كل حر واذا أحسست باي مضايقة فصنعاء بلدك وبالإمكان العودة إليها واهلا وسهلا بك والسلام"، في إشارة كما يبدو إلى أن تعز ليست بخير.
فعلا تعز ليست بخير، والفضل في ذلك يعود للجماعتين معا حراستيْ الفضيلة، فهؤلاء من يجب على الجميع رفضهم والعمل على قمعهم كظاهرة خطيرة، فيما بقية الظواهر ستنتهي بانتهائهم.