• الساعة الآن 04:13 PM
  • 23℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

الرويشان وفتواه الأخيرة

news-details


خاص-النقار

من مقيله الوادع والهنيء بكل ما يبعث على الاطمئنان، يصدر السياسي والمثقف البارز خالد الرويشان فتواه بعدم وجود نص قرآني أو حديث نبوي يوجب الاحتفال بالمولد النبوي. 
كما أنه ليس ركناً من أركان الإسلام أو الإيمان. ولم تأمر به كل المذاهب الإسلامية.
تمسك الرويشان بضرورة وجود نص يفصح عن سذاجة بالغة في التعاطي مع الأمور. وكأنه لو كان هناك نص قرآني أو حديث نبوي بوجوب الاحتفال بالمولد لكان هو أول المبادرين ولرنّج صلعته ونظارته باللون الأخضر هو أيضا وتخلى عن برنامج مقيله الذي يفرد فيه يوما للاحتفاء بأم كلثوم أو بالسيدة كما يحب أن يعرّفها وخرج يهتف بالروح بالدم نفديك يا نبي.
يعتقد الرويشان أنه بتغريدته تلك قد أسقط الحجة عن سلطة أنصار الله وأغاظها وعرّاها إلى الدرجة التي قد تجعلها تفكر في إلغاء الاحتفال، لكنه لم يفعل شيئا سوى أنه أوجد لناشطي الجماعة مادة خصبة يتلهون بها هروبا من الأسئلة الحقيقية التي تحاصرهم.
فالرجل ترك كل المعطيات التي تجعل من الاحتفال بالمولد النبوي في ظرف بالغ المرارة والبؤس تمر به البلاد والعباد أمرا معيبا وغير لائق ولا مُجد، وذهب فقط يريد الدليل على صوابية الاحتفال من القرآن والسنة. 
يبدو المشهد صعبا تماما على الفهم.
لكن ليس خالد الرويشان وحده، فها هو أحمد سيف حاشد وعبد الوهاب قطران وزمرة من الناشطين المعارضين لسلطة أنصار الله يدعون بدورهم إلى احتفال غير مسبوق بثورة سبتمبر، مقابل احتفال الجماعة بالمولد النبوي.
وثمة تسابق على أوجه بين الفريقين في ماراثون الألوان تستفيد منه محلات الطلاء على أية حال. فهؤلاء ينادون باللون الأخضر وقد صبغوا به كل شيء حتى الأحجار، وأولئك ينادون بصبغ خزانات وبراميل المياه بألوان العلم، وربما قد نرى منهم من يصبغ جسده بالأحمر والأبيض والأسود إغاضة ومناكفة للآخر. 
فهل أننا نعيش حالة من الترف بحيث أصبحنا نتسابق على ماراثون للألوان نحطم به الرقم القياسي في مناسبتين لا علاقة للمولد ولا لسبتمبر بهما أصلا؟ أم أن حالة البؤس التي نعيشها كشعب يمني من أقصاه إلى أقصاه، بحيث أصبح الكثيرون يأكلون من براميل القمامة، تكفي لنشعر بقليل من الخجل أمام أنفسنا فلا نكون في وارد الاحتفاء بأي مناسبة من الأساس؟!

 

شارك الخبر: