صلاح القرشي
الحضور اللافت في عرس أولاد الأحمر بعث برسالة ستعرف كيف تقرأها جيدا أسرة الحوثي ...
تتخذ أسرة الحوثي من سياسة الضربات الاستباقية لخصومها المحتملين مستقبلا في مناطق سيطرتها، وخاصة الذين يملكون القوة والسلاح والرجال مثل القبائل ومشايخها وحتى القادة البارزين في صفوف جيشها من أبناء القبائل الذين قاتلوا معها والذين من الممكن ان ياتي يوم وينقلبوا عليها كما تعتقد وذلك بجرهم الى فخاخها بحيث تستفرد بكل قبيلة وكل قائد وكل شيخ على حدى .
_ فقد مارست هذا الاسلوب مع قبيلة أل العواضي في البيضاء عندما إستفزتهم بعملية متعمدة بإقتحام منزل في البيضاء لاوجود للرجال فيه وقتلت أمرأة " بنت الاصبحي " ونجحت بجر الشيخ ياسر العواضي للمواجهة وإستفردت به بسحقه وطرده وسحق قبيلته رغم انه كان ضد التحالف .
_ وقبل ذلك تابعنا كيف إستدرجت قبيلة حجور لفخها عندما شعرت ان هذه القبيلة قد تشكل خطر عليها مستقبلا ، وهكذا بدأت ومن دون سابق إنذار بإقامة نقاط لها في القبيلة لتستفز ابناء القبيلة بالاشتباك مع نقاطها لكي تتحذ من ذلك مبرر لتدمير القبيلة ونزع سلاحها وقتل مشايخها وسجن رجالها وهدم قراها رغم ان حجور لم تعلن انها مع التحالف او الشرعية .
_ وهكذا فعلت أيضا مع مشايخ عتمة وقبيلة قيفةفي رداع، و قبيلة بني نوف بالجوف مؤخرا رغم أنها إنخرطت وابنائها في القتال لصالح الحوثة منذ البداية وغيرها .
_ وجميعنا أيضا تابع كيف تم تصفية العشرات من المشايخ والقادة البارزين من محافظة عمران وغيرها من المحافظات والذين إنخرطوا منذ البداية مع الحوثيين وفتحوا لهم مناطقهم وكانوا يشكلون رأس الحربة في جيشها وقاتلوا معها في تعز ومارب والبيضاء والجوف وفي كل المحافظات وبعد ذلك جرتهم الى فخاخها عندما شعرت انهم برزوا ومن المحتمل ان يطالبوا بسلطة وجاة ومن المحتمل ان تزداد قوتهم فتم قتلهم وسحلهم على واحد واحد ، وبعد ذلك ترسل هذه الاسرة محمد على الحوثي يسوق امامه اربع اوسبع بقر ليذهب يهجر اهلهم او قبائلهم " وصلى الله وبارك " .
الامثلة كثيرة بهذا الخصوص و نحن فقط نوصف الواقع ولا نتبلى على الحوثي وأسرته بإعتبارها مالكة ومحتكرة للسلطة في صنعاء .
شاهدنا اكثر من مرة وتابعنا ان هذه الاسرة عندما تقرر ان ذلك القبيلة وشيخها قد يمثلون خطر عليها في المستقبل بما يملكون سلاح ورجال وحتى لولم يقفوا حاليا ضد الحوثي تقوم بجرهم الى فخاخها بشتى الاساليب ومنها مثلا ان تقوم بدفع بعض مسلحيها للإستيلاء على بعض اراضي القبيلة بالقوة لتستفز ابناء القبيلة بالتعبير عن رفضهم والاشتباك معهم للتخذ من ذلك مبرر لها لتقوم بحشد والدفع بقواتها لتسحق القبيلة وإقتحام منازلها وإنتزاع سلاحها وقتل مشايخهااو سجنهم وغيرها من هذه الاساليب .
.
* فالحذر الحذر ياشيخ حمير الاحمر شيخ مشايخ حاشد وخاصة بعد الحشد الكبير والمهيب الذي تابعه اليمنيون بعرس نجلكم كهلان وبني عمومته والذي من المؤكد انه بعث برسالة واضحة ستعرف كيف تقرأها جيدا أسرة الحوثي .
فبمجرد ذهاب النائب الحر احمد سيف حاشد والقاضي الحر عبدالوهاب قطران بديل لبيت الشيخ حمير الاحمر والتقاط صورة لهم معه قبل هذا العرس ، رأينا كيف تحسست هذه الجماعة مما دفع بأحد الضباط الكبار والذي ينتمي لها بالاتصال هاتفيا بالقاضي قطران وتهديده بقوله الذي تصورتم معه " عنقرح رأسه " فمابالكم بمنظر الحضور الشعبي والقبلي اللافت بهذا العرس ، وخاصة أن الناس يعلمون ان الشيخ حمير يعتبر تحت الإقامة الجبرية او مقيد حركته بشكل غير معلن من قبل الحوثيين .
على مشايخ و قبائل حاشد وبكيل ان لاتسمح لأحد بالاستفراد بكل قبيلة على حدى من قبائلكم وكل شيخ على حدى من مشايخكم ، فإن سمحتم بذلك فذلك مميت لكم وسوف تضعفون و تستعبدون .
فقوة وحكم الاسرة الحوثية ترتكز أساسا على إستغلال أبناء و قوة القبائل اليمنية ويجب ان ينتهي هذا الإستغلال .
* فكون هذه الاسرة قد حذفت عبارة " إلغاء الامتيازات والفوارق بين الطبقات " من الهدف الاول لثورة السادس والعشرين من سبتمبر بمناهج التعليم ، وأتخذت من مايسمى "الحق الالهي"" شرعية لحكمها" الذي لايعتقد بها معظم اليمنيين فهي بذلك قد اعلنت صراحة عن إستعباد هذا الشعب او هذا الجزء الجغرافي من الوطن .
وعلى الشعب اليمني بكل مكوناته ونخبه السياسية والقبلية والعسكرية والشعبية ان يوحدوا صفوفهم في سبيل نيل حرية وكرامة الشعب اليمني العظيم والدفاع عن حقوقه و التي تحاول أسرة الحوثي ان تستعبده وتقسم وطنه وتنهب ثرواته ومقدراته بالمشروع التي تحكم به .
اخيرا نقول :
لا يعتقدن البعض انه قادر على إخضاع وإستعباد الشعب اليمني فالشعب اليمني حر وعريق وضارب جذورة في اعماق اعماق التاريخ و لديه المقدرة الكافية بتفجير الثورات والنهوض من كبوته فلا تختبروا صبره .
فالتاريخ يشهد لليمنيين أنهم لن يقبلوا ان يكونوا عبيدا إلا لله وحده لاشريك له .
فاليمنيون هم أصل العرب ومن اقاموا الممالك والدول والحضارات العظيمة التي إمتد نفوذها وحكمها الى خارج شبه الجزيرة العربية ، وهم من ناصروا رسولنا الكريم محمد (ص) منذ بداية دعوته ، وهم من نشروا الاسلام الى مشارق الارض ومغاربها، وهم من فجروا ثورة 26 من سبتمر المجيدة التي اطاحت بحكم أسرة حميد الدين الكهنوتية، وهم من فجروا ثورة 14 من اكتوبر التي طردت الاستعمار البريطاني من عدن .
فمن المؤكد بعد ذلك أن هذا الشعب العظيم اليوم قادر ان يصنع المعجزات وينتزع حقوقه وحريته وكرامته ويستعيد وحدة وسيادة وإستقلال وطنه .
وإلى الله ترجع عاقبة الأمور.