• الساعة الآن 11:25 PM
  • 13℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

بيان أمني أم سباق على الأضواء بين ابن القائد والمنافس؟

news-details

 

خاص | النقار

ظهر وكأنه ممثل هاوٍ على خشبة المسرح، يتصبب توتراً وهو يقرأ أول بيان أمني له، بينما الجمهور -أو بالأحرى وسائل الإعلام التابعة للجماعة- يصفقون بحرارة وكأنهم أمام بطولة نادرة. 
لكن لا بأس، فالرغبة الطاغية في الظهور والحاجة الملحة لتلميع الذات جعلت الشاب المدلل يقف أمام منعطف مصيري: إما هو وإما عبدالحكيم الخيواني. 
الحديث هنا عن علي حسين الحوثي نجل مؤسس الجماعة، وصاحب الحظوة عند عمه القائد، وكذا عند عم أبيه الوزير، حيث بدا وكأنه يختبر أضواء المسرح أكثر من اختبار جدية البيان. فـ"معالي" الوزير عبد الكريم الحوثي قد يفقد لقبه يوماً لصالح هذا الشاب الذي يريد أن يظهر، فظهر أخيراً.  
ولأن عمّ أبيه اخترع له قطاعاً خاصاً في وزارة الداخلية باسم "قطاع استخبارات الشرطة"، فقد اختاره أيضا لهذه المهمة: أن يكون هو من يلقي البيان الأمني "الهام"، ليبدو الأمر وكأننا أمام ورشة عائلية لتوزيع المناصب والمهام: هذا لك، وهذا لي، وهذا لابن ابن أخي. 
بالنسبة للشاب علي ليس مهما ما تضمنه البيان بقدر ما أن المهم هو "الإنجاز" الذي يفترض بالخيواني أن يقوم به. وهذا عند (علي) هو الإنجاز الحقيقي، الذي سيترتب عليه كثير من الأمور، مثل الحصول على منصب (وزير الداخلية).

لم يعد خافيا على أحد الصراع المحتدم بين الشاب الذي وصل لمنصبه بالقرابة وبين (أبو الكرار) الذي استحق منصبه بالجهد وتراكم الخبرة، قبل أن يُسمح للفتى حسين أن يسحب من صاحبه عدداً من الصلاحيات والمقار الفنية التابعة لجهازه، ويعيّن بدلاً عنها عناصر موالية له شخصيا.
وبالتالي لم يكن مهماً ما ورد في البيان بقدر ما كان مهماً أن يظهر علي حسين في المشهد، متقمصاً دور البطل الذي عهدنا أن يتقصمه الخيواني.

في النهاية يبدو المشهد مسرحية عنوانها "الأمن الوراثي"، حيث تتحول البيانات الرسمية إلى أدوات صراع داخلي، ويتحول كشف الخلايا إلى مجرد خلفية درامية لعرض بطولة شخصية.

شارك الخبر: