نقّارون

أشرف الكبسي

لماذا نخشى الاعتراف باخطائنا وقصورنا وتقصيرنا وتعبنا وإنهاكنا وضعفنا.. عمدا أو سهوا، علما أو جهلا، فردا أو مجموعا، حكومة أو شعبا!؟

هل الاعتراف فضيلة!؟

سنجيب جميعا: نعم!

لكننا لا ولن نعترف!!

أتعلمون لماذا!؟

ربما لأننا نرى ونفكر ونحكم ونتجادل باللونين الأبيض والأسود فقط!

إما أن يكون أحدنا، دائما وكليا، ملاكا أبيضا، أو شيطانا أسودا!

ومن عساه يبادر طوعا لوضع رقبته أو ما ينحاز إليه تحت مقصلة الاعتراف الأسود بالحقيقة الرمادية!؟

أنا، يا سادة، وأنت وهو وهي ونحن وهم، رماديون، من قمة رؤوسنا حتى أخمص اقدامنا!

بشريون ولدينا حق المسافة وحرية الاقتراب:

نقترب من الملائكة بقدر تمسكنا بالفضيلة مهما كان اللون أسود، ونقترب من الشيطان بقدر سقوطنا في الرذيلة، مهما كان الطلاء أبيض!

التواري سهل، والامتحان صعب في حضرة المقصلة البشرية الآنية المخيفة، لكن هناك ماهو أصعب وأبقى وأخوف، حيث الاعتراف قسري، والمقصلة أبدية!