كنت في محافظة ذمار خلال اليومين الماضيين لزيارة والدتي وأخي العزيز الدكتور يحيى شفاهما الله وعافاهما وقد شهدت موقفا مثيرا للسخرية ولكنه أيضا مؤلم أن تصل الحالة إلى هذه الدرجة من السقوط حيث شاهدت أحد أفراد شرطة المقربعين وفي يده قفل صغير أوقف دراجة نارية وقام بوضع القفل على العجلة وحين سأله السائق عن السبب اجابه بأنه مخالف فقال له وهؤلاء ليسوا مخالفين مشيرا إلى عشرات الدراجات النارية التي كانت فعلا كلها مخالفة وقد استغربت انا ومن كانوا متواجدين على تصرف هذا الشرطي وكما يقال في المثل الشعبي.. اذا عرف السبب بطل العجب.. فقد عرفت ان السبب كان في بطن الشرطي الذي قام بفك القفل ولكن بعد مفاوضات مع صاحب الدراجة واستلام مبلغ خمسمائة ريال قيمة القفل ..
طبعا هذا التصرف من هذا الشرطي ليس فرديا بل انه جماعي من أفراد شرطة المقربعين الذين يمتلكون اقفال وباحجام مختلفة وأسعار متصاعدة تبدأ بالقفل الصغير بقيمة خمسمائة ريال والفين ريال وخمسة آلاف ريال اما لو كان قفل الونش فإن قيمته أكبر بالتأكيد اما اذا وصل المسكين إلى أي فرع من إدارة المرور فإن السعر يزداد وهكذا فإن الكثير يفضل أن يدفع قيمة القفل قبل أن يصل إلى الإدارة حتى لايكون المبلغ الذي يدفعه مقابل ازالة القفل كبيرا ..
لو تحدثنا عن تصرفات شرطة المقربعين فإنه لن يكفينا ملفات ومجلدات لان الوضع فعلا مزري ومخزي وصار هذا الجهاز صورة مشينة للدولة والحكومة ولابد أن يكون أول جهاز يتم إحداث التغيير فيه بشكل جذري ابتداء من مسئوليه مرورا بآليات عمله وصولا إلى إعادة تأهيل منتسبيه لكيفية التعامل كما ان الأمر يحتاج إلى تأسيس نظام مروري متكامل بكافة جوانبه وكما قلنا ان الاهم هو عدم الاعتماد على الأيادي الملوثة التي أساءت لسمعته وسمعة الدولة والحكومة على اعتبار أن رجل المرور يمثل اما الصورة المشرقة والحضارية للدولة كما في بقية بلدان العالم أو الصورة المخزية والمزرية للدولة والحكومة كما في بلادنا والسؤال الاهم.. هل سيبقى القفل المروري بصورته السيئة هو المتحكم في شوارعنا وطرقاتنا ام أن الأمر سيتغير إلى الأفضل والأحسن وسينتهي هذا القفل بمن اخترعه لغرض في نفس يعقوب خاصة ونحن في ظل حكومة التغيير والبناء التي سيكون تغيير واقع هذا الجهاز وإزالة القفل المروري هو الاختبار الأول لها ؟؟ فهل وصلت الرسالة ام أن القفل المروري سيتغلب على إرادة التغيير الجذري؟؟؟ ..
سنبدأ من الموضوع القادم سلسلة .. قنابل موقوتة واسئلة مشروعة..