أخبار اليمن

خاص - النقار
بين العمل الفاضح كتهمة أمكن لسلطة صنعاء أن تقوم على ضوئها باعتقال انتصار الحمادي، وبين العمل الفاضح لها كسلطة في تعذيب الفتاة وإبقائها في السجن، يبدو لا وجه للمقارنة.

في مذكرة أشبه بالاعتراف الضمني عما يحدث، كشف مدير مستشفى الشرطة العام بصنعاء علي الصنعاني عن خضوع انتصار الحمادي بعد عامين على سجنها لعملية إزالة ورم. كان ذلك نهاية 2023، حسب المذكرة. ثم بعد عام بالتحديد يوجه وكيل نيابة غرب الأمانة مذكرة إلى مستشفى الشرطة يطلب فيها إفادة عن حال انتصار عبد الرحمن مهيوب الحمادي، فرد عليه المستشفى بالقول إن المذكورة وصلت بتاريخ 12 ديسمبر 2023 وهي تعاني من ورم في إبطها الأيسر فتم إجراء عملية لها وإزالة الورم، ثم لا شيء سوى أن العملية كانت بحاجة إلى مجارحة كل يومين وفك خيوطها بعد عشرة أيام، إلا أن ذلك لم يحدث، حيث لم تتم إعادتها إلى المستشفى نهائيا، وبالتالي ما الذي تريده من إفادة يا حضرة وكيل النيابة بعد عام كامل من إجراء عملية لم يعد المستشفى يعرف بعدها شيئا عن سجين اسمه انتصار الحمادي؟

بحسب حقوقيين، ‏فإن الحمادي بعد ان خضعت لعملية إزالة الورم أعيدت إلى السجن المركزي وظلت العملية على حالها دون مجارحة أو مراجعة مستشفى إلى أن ظهر ورم في غدتها الدرقية، وساء وضعها الصحي للغاية. كل هذا وسلطة صنعاء مصرة على بقائها في السجن، منذ اعتقالها في فبراير 2021، حيث كان عمرها 19 عامًا!

سنوات من القهر، والتجاهل، والورم ينمو في جسد انتصار كما ينمو في قلب هذه السلطة التي لم تكتف بسجنها، بل منعت عنها الرعاية، والرحمة، والحق في النجاة.. انتصار ليست قضية، بل مرآة ترى فيها هذه السلطة وجهها الحقيقي: قبيح، لا يُغسَل.