محمود ياسين
ثلاثين مليار؟
شخص واحد؟
هذا ليس فسادا
هذا شي، شي مزيج من الخيال والصدمة.
الارقام صادمة وتجعلك تفكر فيما ان كنت ابلها إذ تمضي ايامك بالكاد بينما يجحف مسؤول واحد في الشرعية ثلاثين مليار ريال
لا تدري ما الذي تفعله أو تكتبه، فصيل من حمران العيون يجحفون كل مقدرات البلد بينما لا يجد الناس قوت يومهم.
الفساد اللي نعرفه ثلاثين مليون ريال، قل ثلاثمية، قل ثلاثة مليون دولار ويرح له المسؤول، أما هذه الارقام فليست فسادا، إنها صدمة
أي حل في اليمن يعني انتهاء مورد قطيع الضباع التي لا تكتفي ،لذلك يبقونها هكذا "غوجانية" ، ووالله ان فرضية تخلي الجماعة في صنعاء عن السلطة ولأي سبب ترعب هؤلاء المتحدثين باسم الجمهورية واستعادة الدولة حد الهلع ، الحل يمثل لهم كابوسا مريعا، والعودة لصنعاء ولو حكاما تعني توقف استحواذهم على هذه الثروات الهائلة التي يمكن للشعب اقتسامها ليحيا بالكاد بدلا من ان تقتسمها عشرات الشخصيات التي تعلن فساد بعضها وتعد بمحاسبة بعضها، رغم أنهم يحمون بعضهم وإن سقط حجر دومينو سيسقط البقية وتنكشف بقية الاسماء
من يحاسب من؟
الضباع الجائعة وهي تقتسم جثة شعب سيئ الحظ وترشف نخاع وجوده بلا هوادة.
الارقام تثير الطمع والجشع عند أحدنا، وتجعل الكاتب يفكر: ماذا لو كنت محافظا أو وزيرا أو مسؤولا في مصلحة إيرادية في حكومة منفى، أكنت لأقاتل كل يوم لتأمين ضرورات الحياة بالكااااااد؟ كأن أحدنا لا يجد فرصته أو الرجاء والأمل والطموح الا بكونه نسخة متخيلة من أردأ نخبة عرفتها البشرية وليس اليمن وحده، عليك احتقار ضميرك ونزعتك الأخلاقية في لحظة ضعف وأنت تقارن بين فرصك المعدومة وفرص هذا القطيع من الأوغاد، حكومة منفى تعمل على نفي شعب بأسره والتخلص من بلد يدعون تمثيله وتخليصه.
تخليصه ممن؟ من سلطة يبدو فسادها لعب عيال بالمقارنة مع فساد الديناصورات.
كائنات ضئيلة في كل شيء، وكل فعل وأداء وطني وسياسي الا في النهب يتحولون لثقوب سوداء تلتهم مجرات.
ما أشقانا بكم، وما أسعد سلطة صنعاء.
سلطة محظوظة بخصوم تظل فرصتهم في النهب رهن ببقاء غريمهم حيث هو، وبقائهم حيث هم، في المنفى، يرهنون سيادة البلد وقرارها الرسمي المعترف به بيد رعاتهم الخارجيين مقابل ان تترك لهم هذه الثروات يبتلعونها في جو من الفوضى الإدارية القصدية وفي حالة من التواطؤ فيما بينهم، وأي حل سيتم إعاقته وإفشاله، ليبقى هذا الشعب عاثر الحظ يقلب كفيه على الفراغ ومرارة الأقدار.
اللعنة لا تكفي.