ماجد زايد
سوريًا، لم يكن الجيش السوري -منذ البداية- مخولًا ليدافع عن مناطقه ومحافظاته، لهذا -لم يأمنوه- أو لم يزودوه بما يحتاجه من أسلحة ومعدات وتجهيزات كي يقوم بمهمته، فقد تكفلت له إيران بالسيطرة على الأرض بواسطة قياداتها ومجاميعها، وتكفلت له روسيا بالسيطرة على الجو بواسطة طيرانها وصواريخها، وبعد عامين من التقلبات الأقليمية والعالمية، أصبحت إيران منشغلة بذاتها ومخاطرها ومجاميعها، وصارت روسيا منهكة بأرضها وجيرانها ومشاكلها، وفي المقابل، تركيا التي كانت بالماضي تواجه روسيا وإيران في سوريا، تفرغت الأن تمامًا لمواجهة سوريا وجيش بشار الأسد، وهنا اختلفت المعادلة، أصبح الأسد يواجه حربًا حقيقية، ومجاميع تدعمهم دولة غير منشغلة بغيرها.
يمنيًا، يختلف الوضع تمامًا، قوات صنعاء المحسوبة على إيران ليست معتمدة تمامًا على طهران فيما يخص استعداداتها وتجهيزاتها، بينما قوات الشرعية تعتمد على استعداداتها من دول خارجية، بينما سلاح الجو بين الطرفين لن يتجاوز المسيرات فقط، وهذا يعني أن المعركة لو حدثت ستكون عنيفة على الأرض، ومحيدة في الجو، والخسائر بينهما ستكون كبيرة جدًا، ولن ينتصر أحد على الأخر خلال فترة وجيزة، كون الطرفان يستعدان جيدًا منذ أعوام، ويملكان أسلحة ومعدات ومقاتلين، القوى في اليمن متساوية بشكل كبير، طرف صنعاء يحكم مناطق ذات كثافة سكانية، وطرف الشرعية يحكم مناطق ذات انتماءات مختلفة، أحدهما يعتمد على مخزون السلاح القديم، والأخر يعتمد على أسلحة قادمة من بعيد، وما بينهما يعيش الطرفات خطرًا وجوديًا متقاربًا ومتساويًا الى حد كبير، وعليه لا يمكن التنبؤ بما سيحدث ومن سينتصر منهما.
ماهو رأيكم أنتم؟