• الساعة الآن 05:36 PM
  • 20℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

‏إلى قيادة أنصار الله: لا تجازونا جزاء سنمار

news-details

 

 

 

 

إن أكثر ما سمعته يتردد منذ احتجاز عدد من رواد المجتمع المدني، أنه "جزاء سينمار"، لشابات وشباب عملوا بإخلاص وتفانٍ لخدمة اليمن واليمنيين على امتداد سنوات الحرب، لقد كانوا أحد الشرايين الرئيسية لتدفق المساعدات إلى اليمن، وقد عملوا بجلد ومثابرة على كسر العُزلة التي كان يُخطط أن تُضرب على اليمن، وأكثر ما يُفزعني هو الآثار السلبية لعمليات الإحتجاز على برامج العمل الإنساني التي لا زالت تخدم ملايين اليمنيات واليمنيين، في ظل حاجة اليمن واليمنيين المُلحة لتلك البرامج الإنسانية، وفي ظل التقليص المتصاعد لتلك البرامج، وبإزاحة حوامل تلك البرامج، لن تنتقل إلى بُدلاء، بل ستُحرم اليمن منها، وسيكون من الصعوبة استئنافها بعد ذلك.

عليكم أن تسألوا أنفسكم:

هل اليمن لا زالت بحاجة للمساعدات الإنسانية؟

والإجابة التي لا نمتلك سواها للأسف هي: نعم لا زالت اليمن بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية، والتي تُقدمها الدول والمؤسسات، وللأسف لا يوجد أي بدائل وطنية أو خارجية، يُمكن بها سد الفجوات الهائلة في خطة الإحتياجات الإنسانية، للأغلب الأعم من اليمنيات واليمنيين الخاضعين لسلطتكم، بدرجة رئيسية، وهي مسائل غاية في الأهمية يتوجب أخذها بالإعتبار عند التعامل مع ملف العمل الإنساني، مع كل الملاحظات الوجيهة للغاية عليه.

إن أي مشكلات مُحتملة ذات صِلة بأيٍ من عناصر مجال العمل الإنساني والفاعلين فيه، مع سلطتكم، هي مشاكل مع مؤسسات اعتبارية، لها مكاتبها ووجودها وقياداتها وقنوات الإتصال معها، وكل مُؤسسة منها هي بالضرورة ضمينة ومسؤولة على عمل العاملات والعاملين فيها، بكل ما فيه من خطأ وصواب، طبقاً لسياساتها ولوائحها وإجراءاتها الإدارية، التي تُحدد بدقة مهمتها وعملياتها، وتحدد تدابير الرقابة على عمل العاملات والعاملين فيها، وتدابير منعهم عن أي إساءة مُحتملة لمواقعهم في تلك المؤسسات وعن أي استغلال غير مشروع لمواردها ومعداتها.

إن العاملات والعاملين اليمنيين في تلك مؤسسات العمل الإنساني، دولية ومحلية، هم مواطنات ومواطنين يمنيين، أولاً وأخيراً، لهم حقوق أصيلة لا يجوز تقويضها، تحت أي ظرف، ولهم فوق ذلك، آباء وأمهات وزوجات وأطفال وأسر وأحبة، لا يجب أن أن يكونوا عُرضة للترويع، وللمعاناة الرهيبة للإختفاء القسري، وللمعاناة الرهيبة للحرمان التعسفي من الحقوق الأصيلة لهم ولأحبتهم، ومن المُعاناة الرهيبة لحملات التشويه والتشنيع عبر وسائل الإعلام، ولا يجب أن يُستخدموا كورقة للمساومة والمناورة مع أي جهة، تحت أي ظرف، ولا ينبغي أن يُحرموا تعسفاً من أبسط حقوقهم كآباء وأمهات وزوجات وأطفال وأحبة، لذويهم الذين صاروا منذ أيام، ولأسباب لا يعلمونها، مختفين قسرياً، دون أن يجدوا نافذة مفتوحة أمامهم للتواصل مع جهاز الأمن والمخابرات، الذي داهم منازلهم وحياتهم بغتة، وانتزع فلذات أكبادهم من أحضانهم، على بُعد أيام فقط من حلول عيد الأضحى المبارك، وخلال أيام لها جلالها في نفوس الناس، ثم تركهم بعد ذلك، ولأيام كثيرة، بالغة الوطء والثقل عليهم، فرائس للهلع والألم والحُزن والنحيب وقلة الحيلة.

إذا لم يكُن في دستور الجمهورية اليمنية وقوانينها، ما يكفي لتبيان مسار العدل، ومتطلباته، وضماناته، ومآلاته الوخيمة، فلعل في نصوص القرآن، ما يكفي، لحثكم على التحرك الفوري لوقف كل ذلك الجور، والتحرك الفوري للعمل لتحقيق غاية العدل، وتجنب طُرق الجور، وإليكم بعضٌ من تلك التوجيهات الإلهية الصارمة:

"وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ".

"وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ".

"إِنّ ٱللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّواْ ٱلْأَمَٰنَٰتِ إِلَىٰٓ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ ٱلنَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِٱلْعَدْلِ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِۦٓ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ سَمِيعًۢا بَصِيرًا ".

"فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ"

"كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ".

* -رئيس منظمة مواطنة

شارك المقال: