قال صديقي الراوي ..
يوميا وانا في طريقي اليك أشاهد مناظر مؤلمة تبعث على الحسرة والألم فتيات في مقتبل العمر يتجولن في المطاعم والمقاهي والأسواق ويتسولن بأساليب مؤلمة وبالتأكيد أن ذلك يعرضهن لشتى أنواع الاستغلال والمضايقات وأطفال يقومون بنفس العمل وهذا أيضا يعرضهم للاستغلال نساء عجائز في سن كبيرة بعضهن لاتقوى على الحركة ولكن الحاجة والعوز جعلتهن يحترفن التسول في هذه السن وهناك رجال أيضا في سن متأخرة يحترفون التسول
مجانين وشردين يملأون الشوارع لايجدون حتى أماكن تؤيهم حيث ينامون في الشوارع في عز البرد والشتاء وأشخاص يبحثون في براميل القمامة عن ما يسد رمقهم والاف المتسولين أطفال من سن الرضاعة ومافوق ونساء ورجال يملأون الطرقات المطاعم البوفيات المحلات التجارية وغير التجارية تغص بهم .. قلت له يا صديقي الراوي.. انت لم تنقل سوى القليل مما نشاهده جميعا في الشوارع ولكن الكارثة الكبرى أن الدولة بكافة أجهزتها غائبة بل بعيدة وكان الأمر لايعنيها.
قال صديقي الراوي .. كلامك صحيح رغم أن هناك أكثر من هيئة حكومية إلا أنها غائبة فهناك عجز وقصور وعدم ادراك بالمسئوليات وهروب إلى الخلف من قبل كافة الأجهزة الحكومية المعنية بمكافحة ظاهرة التسول ومعالجتها وأولها وأهمها هيئة الزواج يليها البرنامج الوطني للمقربعين.. قلت له يا صديقي الراوي.. ظاهرة التسول تزداد وتنتشر بشكل مخيف والكل كما قلت لا أرى لا أسمع لا أتكلم بل ان هذه الجهات التي ذكرناها تذهب بعيدا عن المعالجة الحقيقية لهذا الأمر فمثلا هيئة الزواج عندما تحدثنا عن المشردين الذين يموتون من البرد والجوع والفقر في الشوارع بدلا من وضع حلول جذرية لهؤلاء المساكين عن طريق تنفيذ مشروع كبير لايوائهم ورفعهم من الشوارع وتقديم الرعاية والاهتمام لهم اسقطت واجبها بمشروع هزيل تمثل في توزيع الف بطانية عليهم وكأنها تتعمد بقاؤهم في الشوارع وما يسمى البرنامج الوطني للمقربعين يستنفذ موازنته في مرتبات ونفقات لمسئوليه وبدل سفر ومكافات وحوافز على أعمال وهمية واقامة ورش عمل كاذبة ودورة ثقافية لعشرة اطفال بينما مئات الآلاف من المتسولين والمشردين والمجانين ينتشرون دون أن يجدوا هذا البرنامج أو تلك الهيئة أو أي من اجهزة الدولة والحكومة.
قال صديقي الراوي.. كارثة ياصديقنا الصحفي بل انها ام الكوارث أن تظل هذه الظواهر موجودة وهذا الواقع المؤلم في ظل غياب تام للدولة والحكومة وأجهزتها وهيئاتها والهروب المخجل لها وأن تبقى مشاريعنا مجرد ضحك على الذقون وإسقاط واجب دون حلول عملية .. قلت له يا صديقي الراوي.. موضوع مكافحة التسول يحتاج إلى استراتيجية وطنية وتخطيط سليم وعلمي وتحديد المشكلة والاهداف والامكانيات البشرية والمادية المطلوبة وآليات العمل وليس مجرد هوشلية أو منظر يتقدمه برنامج المقربعين الكاذب وهيئة ابو نشطان الفاشلة..
قال صديقي الراوي وانا .. نأمل أن تكون هذه الرسائل وصلت إلى من يهمه الأمر وان يتم إعادة النظر في كل تلك العشوائية التي تسير بها مؤسساتنا وهيئاتنا ومجالسنا العليا وان نبحث عن عمل حقيقي وحلول جذرية لظاهرة التسول حلول مبتكرة للمعالجة وتاهيل وتدريب الشباب وتنفيذ مشاريع تمكين اقتصادي كبيرة حتى لا يظل الوطن بين واقع مؤلم وهيئات وبرامج كاذبة.