قال زميلي المواطن العزيز:
اليوم وأنا في طريقي اليك التقيت أحد المعلمين حيث كان في حالة يرثى لها ويتحدث بألم شديد عن وضعه الصعب ووضع كافة المعلمين الذين يعانون أشد المعاناة جراء انقطاع الرواتب وهروب الحكومة عن واجبها تجاهه، وعندما سألته عن موضوع صندوق المعلم والتعليم الذي أنشأته الدولة لدعم المعلم ؟ أجابني قائلا.. عن اي صندوق تتحدث هذا الصندوق لم يستفد منه المعلم بأي شيء رغم أننا تفاءلنا به لكن كما يقال في المثل "ظننت ظنا فخاب ظني". وبدأ يسرد لي معاناته ومعاناة كل المعلمين الذين مازالوا مستمرين في عملهم ويؤدون واجبهم المهني من أجل استمرار العملية التعليمية.. قلت له يا زميلي المواطن العزيز.. المعلم يعيش مأساة حقيقية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، والكارثة أن الدولة والحكومة بعيدة كل البعد عنه ولا ندري أين ذهب صندوق المعلم والتعليم وأين تذهب موارده التي تقدر بمئات الملايين؟
قال لي زميلي المواطن العزيز: فعلا المعلم يعيش أسوأ الأوضاع حتى لقمة العيش له ولأسرته لا يجدها. انقطاع الراتب جعله يتحمل ديونا للمؤجر والكثير منهم تم حبسهم وجرجرتهم من قسم إلى قسم ومن محكمة إلى محكمة وبهذلة لا تتخيلوها وعدم احترام لمكانته وظروفه. انقطاع الراتب جعله يعجز في كثير من الحالات في حالة مرضه عن دفع قيمة العلاج. انقطاع الراتب باختصار جعل المعلم في حالة بؤس وتعب رغم أنه لم يترك واجبه ولم ينقطع التعليم في البلاد. انقطاع الراتب جعله يبحث عن سلة غذائية هنا وسلة هناك ومن جهة إلى جهة لكنه دون جدوى. المعلم يشقى ويتعب ويعاني والمسئولين هم من يستفيد، رواتبهم وحوافزهم ومكافآتهم مستمرة لم تنقطع وهم من يطلق التصريحات النارية بأن التعليم مستمر وأن استمراره صمود في مواجهة العدوان لكنهم لم يكلفوا أنفسهم أن يهتموا بمن هم سبب استمرار التعلمية التعليمية وأن يقدموا لهم حتى نصف راتب شهري باستمرار، وهذا أقل القليل والمعلم يحترق ويسجن ويتعب ويموت كمدا وقهرا والمعلم يعذب ويسجن والكل عليه رغم ما يقدمه ويبذله.
قلت له يا زميلي المواطن العزيز،
الكل يتساءل أين هذه الفئة من اهتمامات الدولة والحكومة والهيئات والمؤسسات المختلفة وحتى الجمعيات الخيرية؟ وهل يمكن اعتماد المعلم من الغارمين خاصة أنهم جميعا عليهم ديون كثيرة للمؤجر ين والبقالات والعلاجات وغيرها ويتم صرف مبالغ شهرية من هيئة الزكاة تحت هذا البند وايضا ادراجهم في مشاريع هيئة الأوقاف ومؤسسة بنيان وجمعية الشعب وغيرها من الهيئات والجمعيات التي نسمع عن جعجعتها ولا نرى طحينها ولا سلاتها الغذائية ولا رغيفها ؟.
قال لي زميلي المواطن العزيز: كلامك صحيح ولكن الدولة والحكومة أنشأت صندوق المعلم والتعليم ويفترض أن يتم تخصيص موارده لصرف راتب شهري للمعلم ومعالجة أوضاعه والتخفيف من معاناته.. قلت له يا زميلي المواطن العزيز.. يبدو أن صندوق المعلم والتعليم ذهب مع الريح كما ذهبت بقية الصناديق رغم أن هذا هو أهم صندوق لكنه للأسف الشديد لم يقدم أي شيء يذكر للمعلم.
قال لي زميلي المواطن العزيز: ما رايك يا صديقي الصحفي إلى أين نوجه رسالتنا اليوم بعدما تابعنا هذه المآسي التي يعيشها المعلم؟ قلت له يا زميلي المواطن العزيز رسالتنا نوجهها إلى من يتولى أمرنا عل وعسى أن تجد آذانا صاغية وأن يتم إعادة الاعتبار للمعلم الذي هو أساس منظومة العملية التعليمية والتوجيه بإعادة صندوق المعلم والتعليم لما خصص له إذا أردنا تعليما حقيقيا وتوفير مرتب المعلم وحقوقه حتى يقوم بواجبه في تنشئة الأجيال.
قال لي زميلي المواطن العزيز وأنا.. نتمنى أن تكون الرسالة وصلت وأن يتم إعادة الاعتبار للمعلم وبدء صرف مرتبات المعلمين والمعلمات والإداريين والعاملين في قطاع التربية لضمان استمرار العملية التعليمية والتربوية بالشكل المطلوب أو إلغاء الصندوق والاعلان عن إغلاق المدارس لان الوضع الحالي لا يمكن أن يضمن تعليم على مستوى عالي لكن وكما حصل في الأعوام الماضية مجرد روتين في روتين وفشل كبير للتعليم والعملية التعليمية والتربوية ونتمنى ألا يبقى المعلم بين هموم حاضرة وصندوق غائب بل وإعطائه الأهمية التي يستحقها مثل معظم الشعوب التي جعلته في مكانته لذلك تطورت وتقدمت ونحن تأخرنا وتخلفنا لأنه لا يساوي عندنا شيئا.