قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، الأحد، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد "يثير مواجهات متعمدة" في الشرق الأوسط "لتأخير الحساب السياسي".
وفي مقابلة مع قناة الجزيرة، قال الصفدي إن القتال الإسرائيلي في غزة "ينطوي على خطر جدي للغاية بالامتداد إلى بقية المنطقة"، مشيرًا إلى أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي ربما يثير عن عمد مواجهات على جبهات أخرى، خاصة مع لبنان. وأجزاء أخرى من المنطقة، لتأخير الحساب السياسي الذي سيتعين عليه مواجهته".
ولم يرد مكتب نتنياهو على الفور على سؤال لشبكة CNN حول تصريحات وزير الخارجية الأردني.
لاحقًا، وصفت وزارة الخارجية الإسرائيلية، في بيان الأحد، ما قاله الصفدي حول أن نتنياهو قد "يثير مواجهات متعمدة" في الشرق الأوسط "لتأخير الحساب السياسي"، بأنه "ادعاء سخيف".
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية: "هذا الادعاء سخيف. قال القادة العسكريون الإسرائيليون ومجلس الوزراء الحربي إن الحرب ستستغرق أشهرا عديدة أخرى".
وأضافت الوزارة "أما بالنسبة للبنان، فقد بدأ حزب الله هجومًا غير مبرر على إسرائيل في 8 أكتوبر/تشرين الأول، وكل يوم تقريبًا منذ ذلك الحين. وستدافع إسرائيل عن نفسها بحق ضد كل من يهاجمها".
وقال الصفدي إن الدول العربية تفعل "كل ما في وسعها" لمنع امتداد القتال إلى المنطقة، لكن الأمر متروك لإسرائيل في النهاية بشأن استمرار القتال.
وقال وزير الخارجية الأردني لـ"الجزيرة"، إن الأردن يؤمن بدعم "دولة فلسطينية مستقلة" مقسمة على خط ترسيم عام 1967 المعروف بالخط الأخضر لتقسيم الأراضي الفلسطينية والإسرائيلية. وأضاف أنه يعتقد أنه "من الواضح جدًا" أن نتنياهو لم يدعم أبدًا حل الدولتين.
يوم الخميس، قال نتنياهو خلال مؤتمر صحفي في تل أبيب، عندما سئل عن التقارير التي أبلغ فيها مسؤولين أمريكيين أنه يعارض فكرة السيادة الفلسطينية، أنه "في أي ترتيب مستقبلي … تحتاج إسرائيل إلى السيطرة الأمنية على جميع الأراضي الواقعة غرب الأردن. وهذا يتعارض مع فكرة السيادة (الفلسطينية)". وقال أيضًا: "هذا الصراع لا يدور حول غياب الدولة (الفلسطينية) بل حول وجود دولة، الدولة اليهودية".
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، إن نتنياهو تحدث مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، الجمعة، ونقل بايدن "رؤيته لسلام وأمن أكثر استدامة لإسرائيل، ومندمجين بالكامل في المنطقة، وحل الدولتين مع ضمان أمن إسرائيل".
والسبت، كرّر نتنياهو في منشور على موقع إكس أن رغبته في السيطرة الأمنية على جميع الأراضي الواقعة غرب الأردن تتعارض مع وجود دولة فلسطينية. وأضاف: "لن أتنازل عن السيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة على كل الأراضي الواقعة غرب الأردن، وهذا يتعارض مع الدولة الفلسطينية".
وقال الصفدي: "نحن نتعامل مع رئيس وزراء يقوم الآن بتأخير الحرب تكتيكياً لإطالة فترة ولايته، لكنه يتصرف وفق أجندة لا تريد رؤية حل الدولتين. وهذا هو التحدي الذي سيواجهه العالم كله".
وأشار وزير الخارجية الأردني إلى أنه سيجتمع مع وزراء خارجية أوروبا ومصر والمملكة العربية السعودية، الاثنين. وقال إن وزراء الخارجية "سيحاولون مرة أخرى حشد الدعم، ليس فقط لإنهاء العدوان، ولكن للتأكد من أننا جميعًا نجتمع خلف خطة تنهي الاحتلال وتضع المنطقة على طريق لا رجعة فيه نحو السلام".