• الساعة الآن 04:25 PM
  • 20℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

أنيس منصور .. من صحفي إلى مومري

news-details

 

يستطيع أنيس منصور أن يفعل كل ذاك: يسجد فور وصوله السعودية شكرا أنه أنقذ من سطوة الحوثيين، ويسمي ابنته توكل، ويركض مرحا في أحد شوارع أوروبا كما يفعل مصطفى المومري، ويتحرش بفنانة من بني جلدته على مواقع التواصل الاجتماعي، ويشيد بصورة يحيى سريع وهو على متن دراجة نارية منصرفا من بيان ألقاه في سبعين العاصمة.

بين هذه المحطات المتدرجة سيرة حياة متلاحقة لأنيس منصور، وازدياد متابعين ومخصصات. ثمة من يدفع بسخاء هنا وهناك، في البدء كانت السعودية وكانت الإمارات وكان عبد ربه، ثم في البدء أيضا كانت قطر وكانت تركيا وكانت توكل، ثم كانت عمان، والآن أنصار الله أو صنعاء كما يحلو لأنيس منصور أن يظهر انتماءه الوحدوي نحو العاصمة الخالدة لليمنيين.

إصلاح وحماس وتوكل، ثلاثة أسماء متسلسلة لبنات أنيس، ولعله كان قد جهز اسما لابنة أخرى قد يكون رابعة مثلا أو موزة، لكن جاء المولود ذكرا فسماه مصعب، لعلاقة تربطه مع ضابط يحمل الاسم ذاته في الأمن القومي الذي التحق به أنيس عند مجيء مولوده إلى الحياة، وإن جاد الله بمولود جديد قد نرى اسمه على شهادة الميلاد خاشقجي أو قابوس أو حمد أو سريع أو عبد الملك أو صماد، بعد أن كان يفكر سابقا باسم عبد ربه وسلمان عندما سجد سجدته الشهيرة في مطار الرياض.

هكذا مهارات لا شك ستدفع جماعة كأنصار الله لأن يعرضوا على أنيس أن يعود إلى وطنه والعمل معهم، فيرد عليهم بأن محمد العماد يكفي والمومري يؤدي المهمة في الداخل، فيما هو سيواصل دوره عن بعد نظرا لما تقتضيه مصلحة الوطن الذي نذر نفسه له.

لا يمنعه مقامه الصحفي التويتري الفيسبوكي القنواتي أن يبحث عن فرائس أنثوية تلبي حاجته إلى حنان مفقود. تقع الفنانة سهى المصري في قائمة المستهدفات. يبادرها برسائل تشيد بصوتها على برنامج ذا فويس وبجمالها في الزي اليمني فلا يلقى تجاوبا. ربما أن أنيس رأى في عملها في القناة التابعة لتوكل رابطا لإقامة علاقة ما، لكن سهى كانت ما تزال غارقة بمدائح الفنانة أحلام وخارجة من خسارة أدائها كمذيعة على القناة التوكلية وليست في وارد أن تتلقى إشادات من أحد. عندها لم يكن له إلا أن يصب جام غضبه بطريقة خرج فيها عن كل لياقة وأدب، قذفا وشتما وسبا وتعريضا، فكان لنقابة الصحفيين اليمنيين أن تستحي بدلا عنه وتقوم بتجميد عضويته ليقوم الاتحاد الدولي بدوره بإسقاط تلك العضوية، في حادثة لا يحتمل عارها إلا وجه كوجه أنيس.

لم يكن للصحفي الفذ إلا أن يواصل عمله ضاربا عرض الحائط بهكذا قرارات تأديبية، فمن تراها تكون نقابة الصحفيين هذه أو الاتحاد الدولي للصحفيين؟! لكن لا بأس من أن يترك صيد الفرائس لحساباته الوهمية التي تعمل بدأب، ويتجه هو إلى القضية الأم: التغزل بدول وجماعات. من قطر إلى تركيا إلى إيران إلى عمان وصولا إلى صنعاء. أردوغان العظيم ينتصر من جديد في الانتخابات التركية بعد زلزال كبير، وأمير البلاد المفدى حمد استطاع كسر الحصار الذي فرضته عليه شرذمة الخليج، وسلطان عمان المعظم يقف شامخا رغم كل المؤامرات، والسيد العلم عبد الملك يخرج منتصرا وأقوى بكثير.

هذا المربع القابل لزيادة الأضلاع جدير بأن يكون أنيس منصور على رأس حربته في التصدي لتحالف الأمس "بقيادة المملكة الشقيقة".

أصبح يشارك كل بيان يلقيه يحيى سريع وكل زامل ينشره عيسى الليث، بل أصبحت حتى فتاوى مفتي عمان محل ثناء كبير من قبل أنيس منصور، فلا إباضية ولا زيدية، ولا مليشيا ولا خوارج، بل كيان كبير حلم به حسن البناء من قبل، اسمه "إخوان بلا مذاهب"، مثلما يحلم بايدن الآن بكيان اسمه "صهاينة بلا أديان".

 

شارك الخبر: