تتخذ العلامات التجارية "العالمية" صفة مغايرة بعض الشيء في اليمن، و"كنتاكي" واحدة من تلك العلامات التي تتلبس هوية أصحابها المحليين. فمثلما أمكن أن تكون إخوانية على يد حميد الأحمر، أمكن أيضا على يد القيادي في أنصار الله أبو ياسر الشاعر أن تغدو أنصارية.
بعد 2011، تنفس الإخواني حميد الأحمر عن مجموعة مشاريع جديدة على وقع ما ترتب من ثورة وثروة. وجد أن في مطاعم كنتاكي الكائنة في مديرية السبعين بالعاصمة صنعاء إمكانية لتجسيد المزيد من تلك الثروة. لا يهم ما إذا كانت العلامة أمريكية من بلاد الكفر، فطالما أن حميد الأحمر هو صاحبها فإنها بذلك تكون قد أصبحت كنتاكي الإسلامية، تماما كما فعلوا مع ما تسمى البنوك الإسلامية.
لا بأس هنا من استذكار ما كتبه القيادي البرلماني عبد العزيز جباري ذات مرة في مجلة بنك "سبأ الإسلامي" التابع للإخواني حميد الاحمر من أنك إن ذبحت دجاجة دون تكبير ودون قبلة فإنك تكون قد ذبحتها بطريقة غير مشروعة، وأن ذبحتها بتكبير وبقبلة فإنك قد ذبحتها على الطريقة الإسلامية، وذاك هو الفرق عند جباري بين البنوك الإسلامية والبنوك الربوية.
وطالما أن المسألة مسألة ذبح دجاج فإن كنتاكي الأحمر لا شك ستذبح دجاجها وفق الطريقة الإسلامية: بتكبير وبقبلة، وبالتالي ذاك هو الفرق بين دجاج كنتاكي الأمريكية ودجاج كنتاكي الإخوانية.
في نهاية فبراير 2014، أطلقت كنتاكي الأحمر علامتها التجارية في اليمن سعيا منها "لتوفير وظائف للشباب"، بحسب ما ذكره موقع عدن الغد يوم الثلاثاء ٢٩ أبريل.
الموقع أشار إلى أن "الشركة اليمنية للأغذية بصنعاء أعادت إطلاق العلامة التجارية لمطاعم كنتاكي (KFC) في اليمن بحلة جديدة تضاهي المعايير العالمية والتكنولوجية الحديثة"، دون أن ينسى بأن الشركة "تعد إحدى شركات مجموعة الأحمر" وأنها "بصدد وضع خطة انتشار لمطاعمها في باقي محافظات الجمهورية بهدف مساعدة الاقتصاد اليمني في ضخ مئات الوظائف للشباب التي قد تحد من البطالة والنهوض بالاقتصاد الوطني".
بعد سبعة أشهر من إطلاق العلامة، وتحديدا في 16 نوفمبر 2014، داهم مسلحو أنصار الله مطاعم كنتاكي في صنعاء بحجة أنها تابعة لحميد الأحمر، حيث سرعان ما سيقوم الأنصار بثورتهم في 21 سبتمبر ويسارع الأحمر إلى الفرار بجلده وأرصدته إلى تركيا، فيقومون هم بالاستيلاء على ممتلكاته.
لم يتوقف أنصار الله عند تسمية كنتاكي وكونه شعارا لمنتج أمريكي. صحيح أنهم ينادون بمقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية، لكن ليس إلى الدرجة التي تجعلهم يتخلون عن غنيمة بحجم كنتاكي. وإذا كان حميد الأحمر قد أسقط عنها أمريكيتها بذبح الدجاج وفق الطريقة الإسلامية، فإنه إن تبقى شيء من أمريكية إخوانية في كنتاكي الأحمر فسيقوم القيادي في أنصار الله صالح مسفر (المكنى أبو زيد الشاعر) بذبحها على مذهب الإمام زيد، وبذلك تصبح كنتاكي أنصارية خالصة وفوق أن تطالها حملات المقاطعة الموسمية مع كل حرب صهيونية على الفلسطينيين.
فصالح الشاعر ليس فقط الحارس القضائي لهذه الشركة الأحمرية أو تلك، بل إنه المشرف على وحدة التصنيع الحربي وتمويلها (وحدة تصنيع الصواريخ والطائرات المسيرة)، وبالتالي أموال كنتاكي تكون قد تحولت على يد الشاعر إلى صواريخ وطيران مسير لضرب الصهاينة والأمريكيين.