ساعات قليلة فصلت بين دخول عشرات آلاف الإسرائيليين البلدة القديمة لمدينة القدس في الذكرى الـ56 لاحتلالها، وتسليم ضابط إسرائيلي سابق مفتاحاً للمسجد الأقصى سرقه في حرب يونيو (حزيران) عام 67.
وفي حين أراد أكثر من 50 ألف إسرائيلي يقودهم ثلاثة من الوزراء الإسرائيليين إظهار أن القدس "عاصمة موحدة لإسرائيل"، رغب الضابط السابق يائير باراك في التعبير عن "ندمه على سرقة مفتاح باب المغاربة عبر إعادته إلى أصحابه".
ففي صبيحة السابع من يونيو (حزيران) 1967 كان يائير باراك ضابطاً في وحدة المظليين بالجيش الإسرائيلي التي دخلت مدينة القدس الشرقية واحتلتها. حينها اقتحمت تلك الوحدة المسجد الأقصى عبر دخولها إليه من باب الأسباط بعد معارك عنيفة مع الجيش الأردني الذي كان يسيطر على المدينة.
ومع أن باراك أقر بأن إعادة المفتاح لأصحابه "خطوة رمزية"، إلا أنه طالب الحكومة الإسرائيلية بأن "تعيد للفلسطينيين الأرض والحقوق والاحترام والاستقلال والحرية والأمن، وإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية".
وعبر باراك في مقابلة مع "اندبندنت عربية" عن "سعادته ورضاه" بعد إرجاعه المفتاح، مشيراً إلى أنه بدأ قبل 10 سنوات في "التفكير بإعادته لأصحابه الأصليين".
وكان باراك أخذ مفتاح باب المغاربة قبل 56 عاماً عندما كان معلقاً على جانب الباب المفضي إلى المسجد الأقصى، الذي تغلقه إسرائيل منذ 22 سنة.
وسلم الضابط الإسرائيلي السابق، الباحث الحالي في جامعة تل أبيب، المفتاح إلى مدير دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس عزام الخطيب.
وكشف باراك عن تعرضه لانتقادات شديدة من اليمين الإسرائيلي بسبب إرجاعه المفتاح، لكنه أشار إلى تلقيه رسائل تأييد ودعم من إسرائيليين على خطوته. ويبلغ باراك 80 سنة من عمره، وكان بعمر الـ24 كان عندما شارك مع الجيش الإسرائيلي في معركة احتلال القدس خلال حرب 67.
وأرجع باراك أسباب إعادته مفتاح باب المغاربة لأصحابه إلى شعوره بالندم على فعلته، إلى جانب انزعاجه من مسيرة المستوطنين في القدس.
ووصف باراك تلك المسيرة السنوية التي ردد فيها المشاركون شعارات "الموت للعرب" بالخطوة "السياسية الاستفزازية".
وأوضح باراك أن الاحتفال بـ "يوم القدس" أصبح "أكثر أيامي سوءاً بعدما كنت أحتفل به سنوياً"، مضيفاً أنه لم يعد يرغب في فعل ذلك.
وتحتفل إسرائيل في مايو (أيار) الجاري سنوياً بذكرى "إعادة توحيد شطري المدينة" بعد احتلال الجزء الشرقي منها في حرب عام 67.
وتنظم "مسيرة الأعلام" في "يوم القدس" بمشاركة عشرات آلاف الإسرائيليين معظمهم من اليمين المتطرف، وذلك بعدما كان يشارك فيها عشرات عند بدء تنظيمها في عام 1968.
وتحرص الحكومة الإسرائيلية على تنظيم المسيرة على رغم التحذيرات من تشكيلها بؤرة لإثارة التوتر والعنف.
وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالحفاظ على "القدس موحدة إلى الأبد، عاصمة الشعب اليهودي، وبعدم العودة للقدس المقسمة".
لكن الرئاسة الفلسطينية شددت على أن "الشعب الفلسطيني هو صاحب الشرعية والحق التاريخي في القدس، وهو من يمنح الشرعية فيها، وليست إسرائيل أو أميركا".
ورفض المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة مسيرة الأعلام، وقال إنها "استفزازية، ولن تعطي شرعية لأحد".