مصائب قوم عند قوم فوائد، هكذا يقول الشاعر العربي أبو الطيب المتني، وهكذا هو الأمر بالنسبة للمجلس السياسي الأعلى لأنصار الله برئاسة مهدي المشاط.
هل أن الحظ دائما إلى جانب أنصار الله؟ أم أنهم جماعة متمرسة على تفريغ الضغوط التي تتعرض لها بين الحين والآخر في مكان آخر.
كان مأزق المرتبات خانقا فجاءت المناسبات الدينية والوطنية ليتحول معها الأمر إلى مجرد مهاترات حول من سيحتقل بهذه المناسبة ومن سيحتفل بتلك، من سيرفع العلم ومن سيرفع الصرخة، من سيخرج مطليا بالأخضر ومن سيخرج مطليا بالأحمر والأبيض والأسود.
ثم توالت المهاترات وتصاعدت إلى الدرجة التي تخندق فيها كل طرف مصرا على موقفه، حتى لم يعد ثمة أحد يطالب بالمرتبات.
أيام ثم جاء مخاض ما أطلق عليه التغيير الجذري، والذي أعلن عنه زعيم أنصار الله عبد الملك الحوثي مدشنا المرحلة الأولى منه يإقالة حكومة بن حبتور.
وسواء كان ابن حبتور وحكومته الشكلية هما كبش الفداء الذي سيعفي جماعة أنصار الله من مسؤولياتها، أو كان هناك نية حقيقية للتغيير، فقد استبشر الكثيرون بعض الشيء وبدأ الحديث عن حكومة سيتم تشكيلها في أقرب وقت. لكن مضى أسبوع واثنان وثلاثة ولا شيء سوى أن إقالة حكومة بن حبتور تما بثلاثة قرارات (قرار زعيم الجماعة، قرار مجلس الدفاع التابع للجماعة، قرار رئيس المجلس السياسي الأعلى للجماعة).
اتجه الحديث عن الشخصية الجنوبية المرشحة لرئاسة الحكومة، وكل محلل ومغرد وناشط على مواقع التواصل الاجتماعي أدلى بدلوه، وانتظر الجميع وانتظروا وانتظروا. فكان السابع من أكتوبر هو الإعلان عن عجز المجلس السياسي ومجلس الدفاع الوطني التابعين لأنصار الأقصى عن تشكيل حكومة وعن صرف مرتبات موظفي الدولة. ومثلما كان طوفان الأقصى هو الكابوس المرعب لجيش الاحتلال الإسرائيلي كان كذلك طوق النجاة لسلطة أنصار الله وقد تنفست الصعداء من ذلك المأزق.
الآن يستطيع أنصار الله متابعة ما يجري في أرض فلسطين، ويحشدون لطوفان الأقصى المسيرات والتظاهرات والتغريدات، باعتبار أن حدثا بهذا الحجم لا يستدعي الالتفات إلى أي أمر آخر.