الخطبة الخطبة والجمعة الجمعة، وما كان يُنتظر من تغييرات جذرية ليس أكثر من وهم. وهل لتغييرات جذرية أن تأتي في خطاب؟! لكن هكذا هو أمل الواهن، يتمسك بالسراب فلا يجده.
ذاك هو حال اليمنيين وهم يستمعون إلى خطاب زعيم جماعة أنصار الله عبد الملك الحوثي الذي وزعه في حلقتين بمناسبة واحدة، كأنما ليقول لا تنتظروا مني كثيرا، بل ولا تؤملوا المزيد.
بن حبتور هو المرحلة الأولى والأخيرة ولا مزيد. فالرجل أعجز من أن يدعو إلى تغيير شخص آخر، ولا أن تمتد يده إلى شلته الحاكمة. فالمشاط وأحمد حامد ومغردوهما باقون، والمشاريع الضخمة التي افتتحت على يده مؤخرا كفيلة بجعله باقيا في منصبه إلى أبد الآبدين. وضيف الله الشامي مقدم الحفل والداعي إلى سبيل الرشاد، يكرر الكلمة عشر مرات ولا تنتهي جملته إلا بتكرارها مرة أخرى كوزير إعلام مخضرم. ومحمد علي الحوثي يتفتق وجهه وكرشه عن شخصية ميغالو الذي يحذره سوسان ولا يقترب منه. وجوقة من الهتيفين فوضناك فوضناك، لا حول لهم ولا قوة سوى الهتاف، فيما الأمر ليس بحاجة إلى تفويض أصلا. فهناك طفيليون في الحكومة الضحيانية على رأسهم ابن حبتور سيتم التخلص منهم ولا شيء أكثر.
سرعان ما أعلن مجلس الدفاع الوطني، عبر المجلس السياسي الأعلى، "إقالة الحكومة الحالية برئاسة د. عبدالعزيز بن حبتور وتكليفها بتصريف الشؤون العامة العادية ما عدا التعيين والعزل"، وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعدا للقوم الظالمين.
داخلون جدد في مضمار التطبيل أدلوا بدلوهم، أحدهم كل ما لديه من رصيد هو أنه ابن المناضل عمر الجاوي. يقول ذلك الـ أحدهم: "استمعت للتو لكلمة قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي حفظه الله ورعاه ورغم اهمية الكلمة بكل تفاصيلها الا ان هناك ثلاثة مواضيع جوهرية تطرق لها وهي بمثابة المرتكز الاساسية للاصلاح الشامل وهي :
١-الشراكة الراسية والافقية ( كل المناطق والفئات والاتجاهات السياسية).
٢- رفض الظلم والتسلط والديكتاتورية وحكم الاتجاه الواحد كان فرد او مذهب او فئة او حزب.
٣- عدم التنازل عن تحرير كامل التراب الوطني وكامل السيادة الوطنية.
نحن بدورنا نعتبر تلك الامور التي اكدها السيد هي اساس مبادئنا وتوجهنا وسنتمسك بها ونناضل من اجلها وسنستمر في المرحلة القادمة بل نعتبر كل الكلمة وثيقة مبادئ وخارطة طريق للمرحلة القادمة .
ولكننا نعتقد ان العبرة في التنفيذ في الواقع، هل ستمتثل القوى المتنفذة؟ وهل سيستجيب الشعب لمطلب السيد بالوقوف الى جانبه؟".
تساؤلات الرجل تنم عن نضال كبير بطبيعة الحال، فالشعب هذا إن لم يستجب لمطلب القائد فهو شعب جحود لا يستحق أن يُلتفت إليه مرة أخرى. ولعله يطمح أن يكون محل بن حبتور، باعتبارها حكومة شراكات رأسية وأفقية على حد تعبيره.