• الساعة الآن 04:37 PM
  • 25℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

من لم يكن لهؤلاء، لن يكن لأي وطن يدعونه..!!

news-details

 

أحمد سيف حاشد

 

أسرة الشهيد عمر مختار أحمد عثمان المقيم في "هبرة"

كان وحيد أسرته وعائلها، وبات اليوم شهيدا في خبر كان.

تستلم أسرته ١٧ الف وخمسمائة ريال في الثلاثة الأشهر!!!!

حتى وإن كانت أسرته "دجاج" لا بني آدام لا تكفيه لعوز وحاجة.. لا تكفيه تلك الصدقة، بل دونها، والتي تسمونه نصف مرتب، تمنحوه لهم كل ثلاثة أشهر مرة واحده.

ما أضيق أيديكم وأشحها، ليس على الموظفين والمعلمين فقط، بل أيضا على من ناصركم، وبات شهيدا، أو جريحا في محرابكم.

ألا يوجد رجل رشيد منكم يقول لكم:

لو كان الخذلان رجلا لقتلته.

ألا تعلموا أن الخذلان على من ساندكم أشد من الفقر.

تأخذون من المواطن كل شيء..

جبايات مهولة لم يسبق لها في التاريخ مثيلا أو سابقة، ولا تمنحوهم شيئا يستحق الذكر، أو حتى ما لا يستحق..!!

هل تريدون نصدق أنكم تفتتحون مشاريع تدعونها، في الحقيقة نحن نعرف البئر وغطاه، وذر الرماد على العيون، لم يعد ينطلي علينا، وقد خبرناكم السنين الطوال.

نحن لم نعد نصدقكم، وهؤلاء الشهداء والجرحى يعيشون الفاقة والعوز، وانتم تتحدثون عن افتتاح ووضع حجر أساس ل ٢٦٩ مشروع في ساعتين.

ولنا أن نسألكم:

أين مؤسسة الشهداء؟!

أين صندوق الشهداء والضرائب والجبايات التي تتم باسمه، على كل سلعة صغيرة وكبيرة، وعلى كل مجمل وتفصيل؟!!

أين الجبايات والتبرعات التي تتم باسم الشهداء وما أكثرها وما أكثر الحديث باسمهم؟!

دعوا على الأقل أرواحهم ترحل عنكم، وتستكين بسلام..

ماذا صنعتم من فارق في حياة أسرهم، شهداء وجرحى، إن كنتم لا تجهزون عليها بإمعان.

تركهم دون سؤال إنما هو إهمالا لحياة أسر من وثقوا بكم أن تكونوا  عائلين لأسرهم بعدهم، والتي باتت تعيش الفاقة والعوز بعد رحيلهم.

من المسؤول أو الجهة التي كلفت نفسها ونزلت تتفقد أسر هؤلاء الشهداء؟! وكم مرة حدث هذا في السنة أو السنوات التي خلت؟!

من سيعتني بهم غيركم، وقد باتوا ضحايكم بإمتياز، وضحايا هذا الواقع المفترس، بعد أن تخليتم عن إعاشة أسرهم، وتركتمونها تهيم على وجوهها جوعا وعوزا..

ما كان هذا عشمهم فيكم..!! وقد خيبتم أملهم ورجاء أسرهم في كل ضيق وشدة؟!

إنه خازوق لم يكن يتخيلوه.

أنهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله، فيما أسرهم تعيش الفاقة والجوع والبؤس كله.

لقد جلبتموهم إلى محارق الحرب، ثم تخليتم عن لقمة عيش كريمة لأسرهم، بعد أن انتهت حروبكم..

يالخيبة ليس لها قاع أو متسع..!!

١٧ ألف ريال في الثلاثة الأشهر!!!

ماذا ستفعل بها أسرة الشهيد؟!

أسر الشهداء لا تقتات هواء إن كنتم تعلمون.

يا لفداحة ما قاله الشاعر:

"إن كنت تدري فهذه مصيبة

وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم"

إن لم تصرفوا لعوائل شهداءكم وجرحاكم لمن غيرهم ستصرفون؟!

من لا يؤمن بشيء اسمه مرتب كيف سيؤمن بما هو أكثر منه..!!

فاقد الشيء لا يعطيه.

فاقد الشيء أقصد به هنا الأخلاق لا ما دونها.

شارك المقال: