• الساعة الآن 06:03 PM
  • 19℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

ماذا يحدث بين مؤتمر صنعاء وجماعة الحوثي ؟

news-details

 

صلاح القرشي

ماهو السبب الرئيسي في  خروج ابو راس عن صمته  بعد سنين طويلة ؟؟؟ ولماذا في هذا التوقيت  ؟

رئيس المؤتمر الشعبي العام  صادق ابو راس دعا سلطة الامر الواقع في صنعاء الى صرف المرتبات وغيرها من المطالب  بعد سنين طويلة من  السكوت على التهميش لدور المؤتمر  وقيادته في سلطة صنعاء ، جاء ذلك في خطابه الذي القاه بمناسبة ذكرى  تأسيس المؤتمر الشعبي العام قبل أيام ، مستغلا تزايد الاحتقان الشعبي في صنعاء ضد الحوثة في المطالبة بصرف الرواتب    .

والذي اغضب الحوثة كثيرا فرد المشاط بهجوم عنيف  عليه إرتكز  في معظمه على السب والشتيمة نظرا لضعف كل المبررات التي ساقها في خطاباته في عمران وصعدة  في مواجهة الاستحقاقات و التي تجافي الواقع والحقائق والمنطق  .

ويكفي لأي مواطن   أن   يقرأ ردود  النائب الحر   احمد سيف حاشد    من خلال منشوراته في حساباته  وردود العديد من  الناشطين السياسيين  أيضا  على شبكة التواصل الاجتماعي  على ماجاء في خطابات المشاط  والتي كانت  ساحقة في دحض إدعاءاته ومبرراته  ليقتنع بعدم مصداقية هذه المبررات   .

اسرة  الحوثي التي  تملك وتحتكر السلطة في صنعاء تعلم هذه الحقيقة  وان المشاط  لم يكن  مقنع للشعب وان خطاب ابو راس قد احدث جروحا عميقة في جسد سلطة الحوثي فقررت الإنتقام وتسديد ضربات مدمرة ومضعفة  للمؤتمر الشعبي الذي في الاساس يعاني من التمزق والتشتت والضعف   .

 تجلى ذلك  بخروج  محمد على الحوثي نفسه وتصدره للمشهد في هذا التوتر  بين الطرفين  بالدعوى الى مصادرة وبيع  املاك المؤتمر الشعبي العام وقياداته وضخ  هذه الاموال  في "صندوق المعلم " حسب قوله ،  هذا الصندوق التي  استخدمته جماعته كيافطة و كقناة من ضمن  قنواتها العديدة  في نهب ثروات الوطن والمال العام .

فمنذ استحداث هذا الصندوق قبل سنوات  لم يستفد كوادر  القطاع التربوي والتعليمي منه أي شيء الى الان.

 أبو احمد الحوثي  اراد من  الزج ب " صندوق المعلم " في دعوته هذه  فقط لتلطيف قرار  جماعته بنهب ممتلكات حزب المؤتمر الشعبي العام وقيادته، ولكي تكن تحذير شديد  لكل النخب الاخرى  أيضا .

والسؤال المهم  هو  لماذا  أساسا انفجر الوضع بين ابو رأس ( مؤتمر صنعاء ) وبين جماعة الحوثي ؟  ماهي المستجدات  ودلالة توقيته ؟

وهل للخطوات والسياسات المتقدمة التي وصلت اليه علاقة السعودية  مع اسرة  الحوثي وجماعتها  والتي تشمل كما اعتقد كل  ترتيبات الحكم في صنعاء وانكشاف معظم اوراق هذه العلاقة التي ترقى الى اعتبار جماعة الحوثي كخيار سعودي معتمد ووحيد  لحكم صنعاء ، والذي احتفل به الطرفان  بنصر علاقتهما وتحالفهما الغير معلن طوال ازمة الحرب في اليمن    في    زيارة  السفير السعودي ال جابر لصنعاء والتي  كانت تتويجا واحتفالا بهذا النصر ،  والذي ضم فقط قيادات جماعة الحوثي وأستثني منه اي من قيادي للمؤتمر  والذي كان يفترض إشراكه  بحكم ان  المؤتمر الشعبي العام  شريك في المجلس السياسي الاعلى وفي سلطة صنعاء وحتى  لوكانت تلك الشراكة في السلطة عمليا  على الورق فقط .

 التسريبات التي تكشفت عن  نوايا جماعة الحوثي  إلغاء منصب رئيس الحكومة في سلطة صنعاء وربط وزراء الحكومة مباشرة بالرئيس المشاط في مؤشر  كبير في محكاة  نظام الحكم الايراني ونقله بحذافيره الى صنعاء  عزز الشكوك والحقائق لهذه المستجدات ، والذي نظر لها ابو راس وقيادة المؤتمر الشعبي العام بمثابة مخاطر مميتة  تنتظر مستقبلهم ومستقبل حزب المؤتمر الشعبي العام بصنعاء ولم تعد سياسة الشراكة الشكلية مع جماعة الحوثي الاستمرار بها مقنعة او ذات اي جدوى بعد ان ذهبت كل تعهدات الحوثي لهم  "والتعهدات الاخرى" أدراج الرياح،   وتكون واقع جديد في صنعاء يفرض الحوثي حاكم وحيد  يحكم  بمشروعه المذهبي بشكل معلن  وبدون حرج "وتقية " ، وهو الذي دفع بأسرة الحوثي بالتمهيد لهذا الواقع الجديد المعتمد سعوديا  ، وجاء  إعلان السعودية وإيران بعودة العلاقات الدبلوماسية بينهما  ووصولهم الى اتفاق حول كل الملفات بمافيهم الملف اليمني  كإعلان  واضح للواقع الجديد وإظهاره الى العلن .

هذا الواقع الجديد عكسوه الحوثة  بإصدار العديد من القرارات والإجراءات

منها حذف عبارة ( الغاء الامتيازات والفروقات بين الطبقات ) من الهدف الاول لثورة26 سبتمبر وتعديل المناهج التعليمية بما يوافق المشروع المذهبي  الشيعي  لحكمهم ، وثيقة او مبادئ السلوك الوظيفي الذي اعتمدها الحوثيين وأجبروا الكوادر الادارية في مؤسسات الدولة التوقيع عليها .

وهو أمر يدل على   أن أسرة الحوثي وجماعتها  قد وصلوا الى قناعة  كبيرة من الاطمئنان الكامل باعتمادهم من قبل السعودية وبريطانيا وامريكا وإيران والامارات  كحكام متفردين بالسلطة في صنعاء ومناطق سيطرتهم بما تقدم لهم هذه الدول من ضمانات وبما يشكل بقائهم  ضمانة على حصول هذه الدول على كافة مطالبها  وتنفيذ أجندتهم  ونفوذها  في اليمن وفرض تصوراتهم في التسوية السياسية النهائية لشكل الحكم في اليمن.

** هذا الاطمئنان الحوثي تعمق اكثر في الترتيبات والدور الوظيفي الذي اعتمدته الامارات وبقية دول التحالف الرباعي لقوات طارق محمد عبد الله صالح والذي  ابعدت خطره نهائيا ضد الحوثيين ، وحدد  مهامه وهامش تحركه فقط  في منطقة الساحل من الخوخة الى باب المندب واللعب على هامش مدينة تعز وريفها كقوة يملئ الفراغ هناك في حال الضرورة ،  وإمكانية استخدامه في الجنوب إذا احتاجت له الامارات والتحالف في فرض توازن هناك يثبت نفوذهم من اي خطر محلي بمافيهم خطر انقلاب  الانتقالي عليهم  .

هذا المستجد طمئن الحوثي ان ابو راس وخبرته في صنعاء قد جردوا  من اي قوة قد تساندهم في صنعاء لان طارق وقواته غير مسموح لهم نهائيا بمهاجمة الحوثي وتهديده.

 ولم يعد يجدي او يهم الحوثة   الاستمرار بالتغطي بمشاركة حزب المؤتمر الشعبي العام معهم بالسلطة الحالية كنوع من إضفاء الشرعية على سلطتهم في صنعاء ، ولم يعد ما يخيفهم او يحرجهم من فرض حكمهم المذهبي الذي يقوم على ما يسمى " الحكم الإلهي " بكل صلف وكبر وعلانية  .

شارك المقال: