• الساعة الآن 11:49 PM
  • 15℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

‏نايف القانص يكتب: تجّار الحروب لا يصنعون السلام

news-details

 

نايف القانص

المفاوضون من أجل السلام هم أنفسهم تجّار الحروب، فهل يستطيع تاجر الحرب أن يحقق السلام؟
وهل يمكن لمن تحسّنت أوضاعهم في زمن الأزمات والحروب أن يسعوا بصدق لتحقيق السلام؟
كيف يشعر من يعيش في قصور الخمس نجوم خارج البلاد بمن لا يملك منزلا، وبمعاناة من انقطعت مرتباتهم ولا يجدون قوت يومهم؟
وكيف يمكن لمن هرب بنفسه وأرسل أبناءه إلى أفضل المدارس في الخارج، أن يشعر بمرارة من فقد أبناءه في معارك خاسرة خاضوها فداءً لمشاريع طائفية ومصالح ذاتية لجماعاتٍ متصارعة؟

كيف لمن يتنقّل بين العواصم والمدن أن يفاوض باسم أسر المعتقلين والمخفيين قسرًا، وهو لم يذق طعم الفقد أو مرارة الانتظار؟

من يعيش حرًا لا يمكنه أن يتحدث باسم من كُبلت أيديهم في الزنازين، ولا أن يفاوض عن أسرٍ ذاقت مرارة الفقد والانتظار دون أن يُرفع عنها الظلم أو يُكشف مصير أحبّتها.
عشر سنوات من الحوارات العبثية لم تُنتج سوى صفقاتٍ للمشاركين فيها ولمن كلّفهم بها. وها هم اليوم يطلّون من جديد بتصريحات عن “استئناف الحوار”!
فماذا حققتم للشعب خلال عشر سنوات مضت؟
وماذا ستحققون اليوم؟
إذا أردتم السلام حقًا، فاختاروا مفاوضين من بين من ذاقوا ويلات الحرب، ممن لا يملكون تجارة ولا مصالح خارجية.
السلام لا يصنعه تجّار الحروب، بل يصنعه أصحاب الإرادة الوطنية الصادقة، أولئك الذين لم تتلوث أيديهم بالمكاسب ولا ألسنتهم بالادعاءات.
أما أولئك المنتفعون من استمرار النزاع، فلن يحققوا سوى “سلامٍ وهمي” سرعان ما يتحوّل إلى استراحة محارب، استعدادًا لجولة جديدة من الصفقات، وتجارة السلاح، وتسويق المشتقات النفطية التي تُقدَّم كمساعدات إنسانية، ليُعاد بيعها للشعب في السوق السوداء.
إن السلام مطلب شعبي لكل أبناء اليمن، فاتركوا للشعب حقه في أن يختار مفاوضيه الحقيقيين، من أبناء الميدان الذين ذاقوا مرارة الحرب ويفهمون معنى السلام.

شارك المقال: