خاص-النقار
القيادي في جماعة أنصار الله (الحوثيين) أحمد مطهر الشامي يسمح لنفسه إطلاق أوصاف تتعدى مسألة الاختلاف الفكري مع شخص ما، ليصفه بكل عنجهية وكبر بـ"المسخ البشري"، هكذا لمجرد أن شكله ربما لم يعجبه.
هذا التعالي في نبرة الشامي وهو يتحدث عن عبد الباسط الريدي، خطيب وإمام جامع السنة بالعاصمة صنعاء، يشير إلى حالة غرور وتعجرف تعيشها جماعة الحكم الحوثية لدرجة أنها تجيز لنفسها أن تصف كل من يختلف معها بتلك الأوصاف.
فهي لا تكتفي بوأد كل صوت يختلف عنها ولا باقتحام المساجد والمراكز التابعة للجماعة السلفية وتفجيرها إن لزم الأمر، بل لا بد لشخص كالشامي من أن يصدر اسمه بلقب الدكتور، ويضع صورة بروفايل متأملة بلحيته المشذبة وجنبيته باهظة الثمن ويكتب تغريدة كان عليه أن يحيلها للذكاء الصناعي أولا حتى يصحح الأخطاء الإملائية والنحوية التي لا تجعل منه دكتورا، وإنما طالبا في المرحلة الابتدائية. وقبل أن يصف خلق الله بالمسوخ البشرية، عليه أن يصحح إملاءه وهو الدكتور والأكاديمي الفذ.
وإليكم تغريدة الشامي بأخطائها وكما أرادها: "من يصدق أن هناك جامع في سعوان إسمه جامع السنة خطيبه تكفيري حجوري يعتبر حماس كفار وأبناء غزة مبتدعون وطوال سنتين من توجيهات مكتب الإرشاد له بالدعاء لأبناء غزة وكتائب القسام يرفض ويؤكد أن عقيدته لا تسمح له بذلك، ما رأيكم أيش الحل مع هذا المسخ البشري؟".
فما رأيكم، أيش الحل مع الدكتور البشري، أعني الشامي؟ فكلمة اسم يوردها مهموزة، ويأتي باسم إن مرفوعا، ولا يعرف أن فعل يعتبر يقتضي مفعولين منصوبين... الخ.
لا حل كما يبدو، فالغرور والتعجرف هما عنوان التغريدة الفتوى من قبل الشامي، المعين مؤخرا وكيلا لوزارة الإعلام. وبالتالي على ذلك المسخ البشري -بحسب الشامي الدكتور- أن يعرف من هي حماس ومن هم الغزاويون.
غير أن مقاطع صوتية مسجلة للريدي، الذي وصفه الشامي بالمسخ، تأتي به من وسط جامع السنة بسعوان وهو يدعو لغزة في خطبته ويبتهل لأهلها بالنصر على عدوهم. فـ"هل يظن الحوثيون أنهم بكذبهم وافترائهم باسم غزة يستطيعون الكذب على الناس أن الشيخ ضد غزة؟!"، بحسب تساؤل أحد الناشطين.
لكنها جماعة أنصار الله التي أصبحت غزة حكرا لها وحصرا عليها تخون بها من تشاء، ولا بأس من أن تقوم قوات أمنية تابعة لها باقتحام جامع السنة في منطقة سعوان، وتطرد إمام وخطيب المسجد عبدالباسط الريدي، وخمسة آخرين، وعددًا من طلاب العلم، وتفرض خطيبًا “سلفيا” على مقاسها يدعو لحماس ولمن ينصر حماس.
أما التهمة هذه المرة، فهي: “هؤلاء لا يدعون لغزة”، بعد أن أصبحت تهمة “التكفيريين” مملة ومفضوحة، لكن الشامي ما يزال يمارس تلك التهمة. فهو لم يكتف بالقول إن الريدي (تكفيري حجوري)، بل وينعته بالمسخ البشري، كما لو كانت لحيته المشذبة ومنصب وكيل وزارة الإعلام الذي حصل عليه مؤخرا يجعلانه ليس في وارد أن ينظر في المرآة ليرى الفوارق التي جعلت من ذلك مسخا بشريا وجعلت منه هو دكتورا آدميا لا يعرف كيف يكتب مفردة (اسم) بدون همزة.