• الساعة الآن 11:45 PM
  • 16℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

اختراق أممي أم اختراق داخلي؟ تساؤلات في خطاب عبد الملك الحوثي

news-details

خاص-النقار
بعيدا عن المسألة البروتوكولية في كون قائد جماعة يتحول في خطابه الأسبوعي تارة إلى قارئ إحصائيات وتارة أخرى إلى مسؤول أمني، يبدو أن قائد جماعة أنصار الله (الحوثيين) عبد الملك الحوثي أراد في خطابه أمس أن يتزامن الكشف عن مقتل رئيس أركان قوات صنعاء محمد عبد الكريم الغماري مع معلومات تولى بنفسه الحديث عنها لتصبح هي العنوان الأبرز لخطابه. 
أما المعلومات التي كشف عنها الحوثي فهي أن الغارة الإسرائيليى التي استهدف حكومة صنعاء في الثامن والعشرين من أغسطس الماضي وقتل على إثرها رئيس الحكومة وتسعة وزراء وآخرون كانت بسبب قيام خلايا تجسسية تابعة لمكاتب ومنظمات الأمم المتحدة بتسريب إحداثيات تتعلق بمكان وزمان تواجد تلك القيادات المستهدفة. 
وأما كيف استطاع أولئك الموظفون الأمميون التوصل إلى معلومات حكومية بهذا المستوى من الحساسية، فهو ما لم يكن قائد الجماعة في وارد أن يتطرق إليه. حيث التطرق إليه سيحيله تلقائيا للاعتراف بأن هناك اختراقا فعلا. فعلى افتراض أن الموظفين الأمميين هم من قام بتسريب الإحداثيات عن اجتماع حكومة صنعاء في المكان والزمان المحددين، فمن الذي أوصلهم إلى تلك المعلومات لكي يوصلوها بدورهم لإسرائيل؟ هناك حلقة مفقودة أراد الحوثي إغفالها مكتفيا بذكر مسؤول الأمن والسلامة في برنامج الأغذية العالمي وخلية من العاملين في البرنامج ومنظمة اليونيسف كجهات قامت بتسريب الإحداثيات. 
ففكرة وجود اختراق من داخل الجماعة، تثير تساؤلات عن مدى مصداقية المنظومة الأمنية الحصينة التي ظلت الجماعة تتغنى بها ساخرة من الاختراقات التي حدثت في إيران وحزب الله. فمثل هذه التساؤلات ستجعل من الجميع يشك بالجميع. وبالتالي لا بد من رواية تقول إن الاختراقات جاءت من جهة خارجية هي المنظمات الأممية العاملة في الداخل، وتحديدا من قبل شخص يعمل مسؤول النظام والأمن في برنامج الغذاء العالمي ويدعى عمار ناصر العنسي، والذي كانت قد اعتقلته مع عدد آخر بعد أيام من تاريخ الغارة الإسرائيلية. 
‏فبحسب قائد الجماعة فإن هؤلاء الموظفين العاديين متورطون في أنشطة تجسسية لصالح إسرائيل وكان لهم دور "أساسي في استهداف الحكومة من خلال الرصد للاجتماع وإبلاغ العدو الإسرائيلي ومواكبة الجريمة". 
أما كيف حدث ذلك فأمر لا داعي لطرحه سؤالا أو استفسارا، وإنما على الجميع التسليم بما يقوله "القائد".

شارك الخبر: