• الساعة الآن 01:16 AM
  • 13℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

بين غزة والرابع عشر من أكتوبر.. أين المواطن من خطاب المشاط؟

news-details

خاص-النقار

اكتملت لحية المشاط واستدار وجهه كرغيف خبز طازج خرج للتو من فرن حطب. 
ما شاء الله. حتى النظارة أضفى لونها الداكن مهابة وكاريزما على البشرة التي لم تعد تعرف الشمس. لكن لا يهم طالما أن مناسبة كالرابع عشر من أكتوبر تستدعي توجيه خطاب ثوري وطني جمهوري من بدروم وبأضواء مولدات خاصة لا تقوى عليها محطة حزيز. 
حتى لقد توجه زياد النخالة، أعني مهدي المشاط، بالشكر الجزيل لـ"أحفاد الرابع عشر من أكتوبر" الذين "فتحوا قلوبهم وديارهم للثوار المقاومين الفلسطينيين واستقبلوهم في عدن وغيرها من المناطق وجعلوا من مدينة عدن منارة للنضال العربي الإسلامي". 
كما لم ينس خليل الحية، عفوا.. الرئيس مهدي المشاط، التذكير بأن "عدن احتضنت أول مكتب لمقاطعة العدو الصهيوني وفتحت معسكرات التدريب للمجاهدين المتطوعين وقدّمت السلاح والدعم اللوجستي للمقاومة الفلسطينية في بداياتها الأولى". 
وبعد هذا كله جاء مسك الختام: "نؤكد أننا سنظل في حالة يقظة واستعداد كامل مع مواصلة المتابعة الدقيقة والحثيثة لمجريات مرحلة تنفيذ الاتفاق الخاص بإنهاء العدوان على غزة وإدخال المساعدات". 
وهنا لم يتمالك المواطن خليل عبدالله العُمري، أعني الصحفي خليل العمري، نفسه وقد استمع "بعناية فائقة" للخطاب الذي "كان زاخرًا بالمعاني والقيم العظيمة"، فيتوجه إلى فخامة الرىيس المشاط برسالة مفادها: "لقد حدثتم المواطن اليمني عن كل ما يتعلق بالحدث والمرحلة، باستثناء جانب واحد ومهم للغاية"، فـ"لو أنكم يا فخامة الرئيس تُفردون فقرة واحدة تخاطبون فيها المواطن والموظف على وجه الخصوص، بأنكم تستشعرون معاناته، وأن استعادة رواتبه وحقوقه بما فيها التعويض عن سنين الحرمان، هي على رأس أولوياتكم وفي صدارة أهدافكم، وأن لذلك كله موعدًا قريبا بإذن الله سبحانه وتعالى".
يواصل العمري مخاطبا المشاط: "هذا المواطن الشهم والصابر يشارككم الموقف الجهادي العظيم المساند لغزة، لكن همومه لا تقف عند ‎فلسطين وغزة بل قبل ذلك وأثناءه وبعده ينشد الخلاص من العوز والحرمان الذي يكابده، يريد أن يُهديه أحدٌ ما بصيص أمل، بأنه سيستعيد راتبه وثرواته، فامنحوه ذلك الأمل، لا سيما وأن الدولة تضع هذا الهدف نصب عينيها وتُجهِّز وتستعد لإنجازه. لماذا تعتبرون كل جهد وكل مسعى سرًا عسكريا؟!". 
ويختتم بالقول: "وإكمالًا للجميل سيدي الرئيس، ليتكم تضعون حدًا لهؤلاء الحمقى من المسؤولين الإعلاميين وبعض صبية (الهيئة الإعلامية) الذين تصدروا المشهد ويواجهون كل حشرجة متوجعة حتى لو كانت في غاية الصدق والخفوت، يقابلونها بالقهر والنهر والتخوين والبهررة والسخرية وكل ما يفاقم السخط والنفور من ضروب الخطاب العنهجي الفج، وأن يتعلموا الإستيعاب والإحتواء ويحسنوا الحديث مع مواطن أو موظف نبيل صمد وناصر وآزر سنوات طوال، رغم معاناته الشديدة". 
يبدو أن العمري أنسته رسمية رسالته من أن يقول شيئا عن لحية المشاط التي اكتملت واستدارة وجهه الملفتة، وهذا قد يجعل فخامة الرئيس لا يلتفت إلى جملة المطالب التي ذكرتها الرسالة والتي هي أصلا خارج السياق باعتبار أن المناسبة تتعلق بثورة الرابع عشر من أكتوبر التي فتحت قلبها وديارها للثوار المقاومين الفلسطينيين، وليست تلك التي وفرت للمواطن حياة كريمة، على الأقل في مستوياتها الدنيا من تعليم وصحة وتنمية وإلغاء طبقية وتسليم مرتبات.

شارك الخبر: