• الساعة الآن 11:50 PM
  • 20℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

أنصار الله وسط عزلة متزايدة في إب وتوجسات أمنية تفرض واقعاً بوليسياً خانقاً

news-details

 

النقار – خاص
تصاعدت موجة الاعتقالات في محافظة إب وسط حالة استنفار أمني وقلق متنامٍ داخل جماعة أنصار الله، على خلفية تنامي الرفض المجتمعي وتراجع شعبية الجماعة في المحافظة التي توصف بأنها من أقل المناطق تقبلاً للخطاب العقائدي.

وبدأت سلطات أنصار الله حملة اعتقالات واسعة أواخر مايو الماضي، تركزت في مدينة إب والمديريات المجاورة، وشملت قرابة خمسين شخصية من الأكاديميين والأطباء والتربويين والنشطاء والشخصيات الاجتماعية. وأفادت مصادر في الأجهزة الأمنية بالمحافظة لـ”النقار” أن الحملة شملت خمس مديريات هي: ذي السفال، مذيخرة، حبيش، المخادر، جبلة، إضافة إلى مدينة إب، ونُفذت بتنسيق مباشر بين جهاز الأمن والمخابرات وجهاز استخبارات الشرطة.

وكشف مصدر مقرب من قيادة محافظة إب لـ”النقار” أن مسؤولاً رفيعاً في جهاز الأمن والمخابرات أبلغ قيادة المحافظة، قبل نحو ثلاثة أشهر، بوجود قائمة تضم 200 شخصية وصفهم بـ”المرجفين”، تمهيداً لـ”استضافتهم” كما سماها, في الجهاز.

الاعتقالات ركّزت على شخصيات تحظى بقبول شعبي واسع، خاصة ممن لهم ارتباط مباشر مع المجتمع، ولا سيما فئة الشباب. وقال مصدر أمني يعمل في إدارة جمع المعلومات لـ”النقار” إن اعتقال الطبيب أحمد ياسين، على سبيل المثال، جاء بسبب حضوره المجتمعي وقيامه بعلاج كثير من الحالات مجاناً، إضافة إلى احتضانه منتدى ثقافياً في منزله أُغلق لاحقاً تحت تهديد الجماعة.

ويواجه المصير ذاته عدد من الأسماء الأخرى بينهم الدكتور طه عثمان، والمحاميان فيصل الشويع وحميد الحبري، والمعروف عنهم نشاطهم الحقوقي والتطوعي، وارتباطهم الوثيق بالناشطين الشباب.

وفي المديريات، أكدت مصادر محلية لـ”النقار” أن المعتقلين من حبيش، ذي السفال، مذيخرة، وجبلة هم في الغالب من التربويين الذين يقدمون خدمات تعليمية واجتماعية، ولا ينتمون إلى الجماعة. وبحسب ذات المصادر، فقد تم اعتقال 6 تربويين من مديرية حبيش وحدها، بينما حصلت “النقار” على قائمة تضم عدداً من المعتقلين وهم: ياسر الرحامي، يزيد مربوش، نبيل اليوسفي، مختار الشغدري، عبدالعليم عبدالاله، سعيد العدار، مطيع الطيار، طلال سلام، محمد منصور اليوسفي، أحمد فرحان، صادق النهمي.

وأكد مصدر أمني مطلع على عمل العقال في مدينة إب لـ”النقار”، أن إدارة الشرطة استدعت منتصف يونيو الماضي نحو 20 عاقل حارة من مديريتي المشنة والظهار، وطلبت منهم تحذير أولياء أمور ناشطين شباب من أن استمرار نشاط أولادهم في وسائل التواصل أو الأحياء سيؤدي إلى اعتقالهم.

مصادر عاملة في شرطة المحافظة أكدوا لـ”النقار” أن الجماعة تعيش حالة من الخوف منذ مقتل الشاب حمدي المكحل داخل أحد أقسام الشرطة في مارس 2023، وما تبعه من غضب شعبي واسع، ازداد تفاقماً في مايو الماضي بعد حملة سخرية واحتجاجات إلكترونية طالت الجماعة، على خلفية اعتداء مساعد مدير الأمن أبو نصر غلاب على عامل في مطعم بمدينة إب.

وأشار أحد المصادر إلى أن تلك الحملة الإلكترونية كانت الشرارة المباشرة لحملة الاعتقالات التي بدأت بعدها بأيام، بينما لفت مصدر ثانٍ إلى أن الجماعة تركز في اعتقالاتها على قيادات إصلاحية وشخصيات فاعلة في مديرتي حبيش والمخادر تحديداً. فيما أضاف المصدر الثالث أن خمسة من المعتقلين نُقلوا إلى صنعاء نهاية الأسبوع الماضي.

وتكشف مصادر سياسية محلية أن قيادة الجماعة أوقفت تواصلها تمامًا مع الأحزاب في إب منذ عامين، وبدأت بسياسة تهميش ممنهجة لكل من لا يخضع لسلطتها. وأوضح مصدر سياسي لـ”النقار” أن الجماعة تسعى لفرض خطابها العقائدي بقوة في المحافظة، وتعمل على كسر أي نفوذ اجتماعي أو سياسي لا يمر عبر مشرفيها، واصفاً ما يحدث بأنه “قمع منظم وممنهج لرفض المجتمع لمشروع الجماعة وهيمنتها”.

شارك الخبر: