نقّارون

دكتور/ إبراهيم الكبسي

أقذر اللصوص في التاريخ هم لصوص الدين الذين أكلوا أموال الناس بإسم الله.

وأقبح تجار عرفتهم البشرية هم تجار الدين الذين اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا.

وأسوأ الأصنام التي عبدت من دون الله هم كهنة الدين الذين أحلوا ما حرم الله وحرموا ما أحل الله ليحكموا البشر.

والكارثة أننا ابتلينا بجميعهم. 

يصرخ بالشعارات ليجمع بها الدولارات، والموت لأمريكا شعارا كاذبا والموت للشعب اليمني واقعا معاشا،

يعيش بكامل حقوقه وقد ترك الشعب بلا حقوق.

هذا هو المنافق الحقيقي وليس المواطن الشريف الشجاع الذي فضح الفساد ورفض الظلم وطالب بحقوقه المسلوبة.

فلا تبحثوا عن المنافقين في أوساطنا لأنهم في أوساطكم.

مسؤول وقح يستلم مخصصات مليونية شهرية ثم يقف بين الموظفين المنقطعة مرتباتهم واعظا ليحدثهم من أن صمودهم وطنية وأن صبرهم له أجر عظيم.

هو يعلم جيدا أن نفقاته الشهرية تتجاوز خانة الستة أصفار بأشواط ومراحل كبيرة لكنه لا يخجل من أن يصرف نصف مرتب هزيل للموظف كل ٤ أشهر.

إنها وقاحة بلا حدود.

الجماعة تعلم جيدا بأن الايرادات تكفي لصرف المرتبات، وإن كنت متجنيا عليها فلترد علينا باعلان موازنة سلطتها وحجم الايرادات التي تجمعها، لكنها تريد ابقاء الايرادات غنيمة حرب خالصة لها لتشييد أركان سلطتها وتدعيم مشروعها وتقوية وجودها ولا تريدها أن تدخل في أي نقاشات حول تخصيص جزء منها لصرف مرتبات موظفين يعملون في مناطق سيطرتها، بل ولا تريد أن يكون ملف المرتبات سببا في تقديمها لتنازلات سياسية وعسكرية واقتصادية على طاولة المفاوضات.