• الساعة الآن 02:32 AM
  • 18℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

د. إبراهيم الكبسي يكتب : كم من الطغاة علينا أن نبتلع ظلمهم ونقبل فسادهم؟

news-details

 

 

د. إبراهيم اسماعيل الكبسي 

كم من الطغاة علينا أن نبتلع ظلمهم ونقبل فسادهم حتى نموت منهم كمدا وقهرا؟

الفاسد لن يصرف لنا مرتباتنا، 

والظالم لن يمطر علينا حقوقنا،

مالم نهز كيانه المتغطرس برعود غضبنا وسخطنا،

والراضي بالظلم والفساد والعذاب 

ليس له عند الله دعاء مستجاب

فالله مع المتوكلين ولا يحب المتواكلين

والحقوق لا تستجدى من سالبيها بل تنتزع انتزاعا

لأن الظالم الذي سلبنا حقوقنا وجعلها لنفسه لن يمنحنا إياها ونحن ساكتون وخائفون، وطالما نحن خاضعون فإنهم مستمرون.

إذا لم نطالب بحقوقنا لأننا خائفين إذن فالخوف سيقتلنا يوما ما من القهر والكمد والذل والفقر والجوع والمرض.

اكسروا قيود الخوف

فالخوف قاتل للحياة

فهو لن يمنع عنا الموت بل سيحرمنا من حقنا في الحياة بكرامة داخل وطننا.

تجار الدين يقولون لنا أن المرتبات هي وسخ الدنيا ومن يطالب بها هو انسان دنيوي ومادي وأن الأرض ليست دارهم وأن المستقبل الحقيقي سيكون لهم في الآخرة، بينما هم يلهثون وراء الايرادات ويجمعونها من كل حدب وصوب ويأخذون الضرائب والزكاة معا ويفرضون الجبايات ويأخذون الخمس ويصادرون الأراضي ويأكلون أموال الناس في البنوك بالباطل بإسم الله ويقاتلون على السلطة والكراسي والمناصب.

يقولون لنا نحن الدولة ونحن السلطة الشرعية والثورية والشعبية ولنا الحق في جميع اختصاصاتها ونحن أصحاب الحق في ايراداتها حتى نصل معهم إلى قضية صرف المرتبات فيقولوا لنا: المرتبات ليست من اختصاصاتنا ولا هي من واجباتنا.

سبحان الله ألم تقولوا لنا نحن السلطة الشعبية فأين حقوق الشعب؟

يا أبو سلطة شرعية ثورية شعبية اعلموا أن من قفز فوق كرسي السلطة وحكم وسمى نفسه قائد ورئيس وشكل حكومة وجمع الايرادات وفرض جبايات وسن القوانين واصدر القرارات يجب عليه صرف المرتبات وإلا فليرحل. 

صرف المرتبات هي أول المهام لأي سلطة تجمع ايرادات، فإن عجزت فهي سلطة فاشلة أو فاسدة أو غير شرعية أو جميعها‏ معا، فما بالكم بسلطة تجمع مئات المليارات وتفرض الجبايات وتبيع الخدمات الأساسية لشعبها بأسعار تجارية مرتفعة ثم تصرف مئات الملايين كمخصصات مالية لمسؤوليها فيما ترفض صرف مرتبات موظفيها، هذه سلطة ظلم وفساد لم يرى لها العالم مثيلا.

 

شارك المقال: