تقارير خاصة

خاص | النقار

كشفت وثيقة فاضحة عن تواطؤ سلطة صنعاء بقيادة رئيس المجلس السياسي الأعلى التابع لأنصار الله، مهدي المشاط، مع المستثمر عبده علي هادي. الوثيقة تشير إلى أن الأخير خاطب هيئة الاستثمار رسميًا بصفته رئيسًا للجنة الرئاسية الخاصة بالإشراف على مدينة صنعاء الطبية، وهو المنصب الذي تم تعيينه فيه بناءً على قرار رئاسي.

وتظهر الوثيقة أن توجيهات رئاسية صدرت للهيئة العامة للاستثمار في صنعاء بصرف مبلغ لم يتم تحديده كقرض بيد عبده هادي، مع مطالبته هيئة الاستثمار بسرعة صرف المبلغ وعدم التدخل في عمله.

وجاء في المذكرة الرسمية ذات الطير الجمهوري والصفة الرئاسية الموجهة إلى رئيس الهيئة العامة للاستثمار، التي جاءت تحت توقيع “رئيس اللجنة الرئاسية الرئيس التنفيذي للمدينة”، عبده علي هادي، بتاريخ الـ16 من أغسطس الجاري، أنه “بخصوص المبلغ المطلوب صرفه حسب توجيهات فخامة الرئيس (المشاط) ومعالي نائب رئيس الوزراء وزير المالية (رشيد أبو لحوم) لمواجهة نفقات تأسيس مدينتي صنعاء الطبية والمدينة الدوائية الصناعية، نود التأكيد على ما يلي: المبلغ المحول (غير مذكور) هو قرض على ذمة المدينتين حتى يتم استيفاء مصاريف التأسيس من الجهات الممولة لها وإعادته إليكم فورًا…”.

كما جاء فيها أن “الأنظمة المالية للمدينتين تخضع لمراجعة ورقابة المحاسب القانوني المعين من مجلس الإدارة… ولا تخضع لقوائم ورقابة وزير المالية”، وأيضًا أن “اللجنة الإشرافية للتنفيذ مكلفة من فخامة الرئيس وبقرار من مجلس الوزراء، تخضع للرقابة من الجهة التي تم تكليفها منها ولا تخضع لرقابة أحد، وهيئتكم الموقرة (هيئة الاستثمار) لديها مندوب… وليست وصية عليها أو تراقب أو تعمم أداءها…”، مما يكشف عن تصرف عبده هادي بأسلوب خارج عن اللياقة، ما كان له أن يقوم به دون ضوء أخضر من المشاط.

أما التوجيهات اللازمة من عبده هادي لهيئة الاستثمار فقد وردت كالتالي:

1. صرف المبلغ المحول بتوجيهات فخامة الرئيس ونلتزم بإعادته فور استلامنا مصاريف التأسيس من ممولي مدينة صنعاء الطبية خلال فترة وجيزة.

2. بذل مساعيكم لتقديم التسهيلات لنا وعدم التدخل في ما يتم عمله، وإذا كانت لديكم أفكار أو مقترحات تؤدي إلى تحسين العمل، فيكون ذلك عبر مندوبكم حتى لا تتيح لجميع الوزارات التدخل في مسار أعمال اللجنة وتصبح منبرًا للأخذ والرد.

3. تنفيذ توجيهات فخامة الرئيس الموجهة إليكم أصلاً رقم 461 وتاريخ 26 مايو 2024…”.

وتعليقًا على ما ورد في مذكرة عبده هادي إلى هيئة الاستثمار، قال النائب في برلمان صنعاء عبده بشر في تغريدة على منصة إكس مخاطبًا المشاط: “يا مهدي، يكفي عبث، أنت وعبده علي هادي، قلنا نهب أراضي الجامعة وأراضي بني مطر أنك لم تكن تعلم، لكن هذه المذكرة والطير الجمهوري والختم، وبعد الوثائق التي فضحت هذا الشخص وإصرارك على صرف مبالغ له من هيئة الاستثمار بعد اتضاح الحقيقة، يثبت أنك متواطئ ومنسق وعابث”.

واختتم بشر تغريدته متسائلًا: “أين أجهزة المخابرات مما يحدث؟”.

بدوره، سخر الصحفي خليل العمري من مذكرة ما سماها مدينة الوهم الطبية التي يشرف عليها المشاط وعبده هادي، بالقول إن المشروع المزعوم رأس ماله 300 مليون دولار وليس لديه مصاريف التأسيس، وعلى الدولة بعد أن منحتهم أرض جامعة صنعاء أن تعطيهم فوقها مصاريف التأسيس تلك، مشيرًا إلى مثل تم تحويره إلى “دولة وريقها منها”.

وقال العمري في تغريدة على منصة إكس رصدتها “النقار” بعنوان “‏عودة لمدينة الوهم الطبية” إن “عبده علي هادي رئيس تنفيذي للمدينة، وفي الوقت نفسه رئيس اللجنة الرئاسية المختصة بتنفيذ المشروع. يعني هو يمثل المستثمرين وهو يمثل الدولة”.

وأضاف ساخرًا: “شوفوا اللهجة التي يخاطب بها مؤسسات الدولة، وأيضًا شوفوا على سلبطة استثمارية: مشروع رأس ماله 300 مليون دولار على قولتهم، وما فيش معه مصاريف التأسيس، وعلى الدولة التي منحتهم أرض جامعة صنعاء أن تعطيهم فوقها مصاريف التأسيس. ويا دولة ما لكمش دخل في أيش نعمل بالفلوس اللي باتعطوها لنا ولا لكم حق تراقبوني، يراقبني الرئيس، وإلا أنا باراقب نفسي”.

وختم العمري تغريدته بالقول تعليقًا على ما سبق: “وكما قال أحد اللطفاء: دولة وريقها منها”.