ثارت خلال الأيام الماضية قضية نهب عشرة آلاف لبنة من حرم جامعة صنعاء وتمليكها لشخص مجهول يُدعى عبده علي هادي بحجة إنشاء مايسمى بمشروع مدينة صنعاء الطبية الكثير من الجدل والغضب في الأوساط الأكاديمية اليمنية في جامعة صنعاء وغيرها وفي أوساط المجتمع بشكل عام ورغم حجم المعارضة الكبيرة لما حصل فإن الدولة والحكومة كعادتها دفنت رأسها في الرمال وتركت الأمر للتاويلات وهذا يؤكد ان كل ما ذكر حقيقي وان الدولة فعلا ضالعة في هذه الجريمة في حق الوطن .
سيدي الوالي ..
التساؤلات التي تفرض نفسها .. لماذا الإصرار على اقتطاع هذه المساحة من حرم جامعة صنعاء التي تحتاج إلى هذه الأراضي لاستكمال تنفيذ مشاريع البنية التحتية للجامعة من كليات ومراكز علمية في عدد من التخصصات المهمة في حين توجد مساحات شاسعة من أراضي الدولة داخل صنعاء وفي محيطها تكفي لإنشاء عشرات المشاريع في مختلف المجالات ومنها الطبية والصحية؟ لماذا نسير نحن عكس السير في العالم ففي الوقت الذي تعمل فيه البلدان على توفير مساحات كبيرة لتوسيع جامعاتها ومراكزها العلمية نقوم نحن بتقليص مساحة جامعاتنا وتوزيعها هبات لكل من هب ودب؟ وهل يعقل انه تم التغرير على الدولة والحكومة من قبل شخصيات نافذة تربطها مصالح مع شخص معروف بارتباطاته المشبوهة من قبل ومن بعد ؟ وهل يمكن أن يكون هذا الشخص قد استطاع خداع جهاز الامن والمخابرات ورفع هذا الجهاز تقارير وهمية تدعمه إلى رئاسة الدولة من أجل منحه هذه الهبة التي لم يحلم بها ؟ وهل هذا الجهاز فعلا لا يعرف خلفيات وارتباطات عبدو فنكوش ام أن هناك أشياء أخرى ؟ وهل الدولة والحكومة ساذجة إلى هذه الدرجة التي تجعل شخص وهمي يضحك عليها وعلى الجميع ؟ وهل الشخصيات التي أوصلت هذا الشخص إلى أعلى هرم الدولة والحكومة تحظى بمكانة مرموقة إلى حد أن الجميع لم يجرؤ على مخالفتهم وكسر وساطتهم؟ وهل فعلا لدى هذا الشخص خط ساخن ومباشر مع فخامة الرئيس إلى درجة أنه استطاع الوصول إلى كافة الأجهزة الحكومية وتنفيذ مخططاته بالاستيلاء على الأراضي والتراخيص لمشاريعه الوهمية ؟ وهل يعرف فخامة الرئيس أن هذا الشخص اوهمه بمشاريع كاذبة في الأردن وليس لديه أي مشروع هناك ويمكن لجهاز الأمن والمخابرات أن يبحث عن أرشيف هذه المشاريع وسيعرف الحقيقة ام أن هذا الجهاز لايهمه سوى ملاحقة المواطنين والصحفيين ؟ وهل دشنت حكومة التغيير والبناء مهمتها بجريمة نهب أراضي جامعة صنعاء ام انها ستبحث عن حقيقة هذا الشخص وستلغي كافة الإجراءات التي تمت وتعيد الحق لأهله وتعمل على استكمال تنفيذ مشاريع البنية التحتية لجامعة صنعاء من كليات ومراكز علمية وبحثية؟ وهل يمكن أن يكون تنفيذ مشروع مدينة صنعاء الطبية في مكان آخر وبطريقة صحيحة بادارة الجهات الرسمية ومشاركة القطاع الخاص الحقيقي كشريك وليس بشخص وهمي يكذب على الدولة والحكومة ويخدعها؟.
سيدي الوالي..
الشعب يطالب بفتح تحقيق حقيقي وشفاف في هذه القضية ومحاسبة كل المتورطين في هذا الأمر مهما كانت مناصبهم ومواقعهم في الدولة والحكومة أو حتى من خارجها وإعادة الأرض المنهوبة إلى جامعة صنعاء والتوجيه باستكمال مخططات الجامعة بإنشاء الكليات والمراكز التابعة لها ومنح الجامعة أراضي جديدة لهذا الغرض وكذا التوجيه بتشكيل لجنة حكومية عليا لوضع الدراسات لإنشاء المدينة الطبية وتخصيص أرض مناسبة لها خارج حرم جامعة صنعاء وما أكثرها حتى يطمئن الجميع بأن هناك قيادة حكيمة وشجاعة ومنصفة بعيدة عن خداع عبدو فنكوش وأمثاله .. فهل وصلت الرسالة سيدي الوالي ؟.. نتمنى ذلك ..