تصحو سكينة حسن زيد، ابنة القيادي في جماعة أنصار الله الذي قتل في صنعاء، على سيل من الشتائم والسباب في صفحتها على منصة إكس من قبل ناشطي الجماعة. أما السبب، فلأنها فقط وجهت إلى سلطة صنعاء الحاكمة سؤالًا مفاده: إذا كانت صنعاء أكثر عاصمة في العالم محافظة وحشمة لا تعجبكم، فما هو النموذج الذي سيرضيكم؟ تجيب سكينة على سؤالها قائلة: لا يوجد أكثر من صنعاء المحافظة إلا التطرف الداعشي أو الحريديم اليهودي فقط.
ولأن السؤال محرج والجواب أكثر إحراجًا بالنسبة لسلطة صنعاء، فإن كل ما يمكن أن تفعله هو كيل الاتهامات بالعمالة والتهديد بالقتل والحبس، كما حدث مع سكينة نفسها. تقول سكينة: "أعوذ بالله من الإجرام والتهديدات بالقتل والسجن والاتهامات المتناقضة كلها من شق وطرف! هذا دليل أنكم تلفقون التهم للأبرياء! ما أنا والله ما معاكم إلا تتهموني أنني عميلة في مطبخي وضد ثلاجتي وبوتقازي! لا اشتغلت في منظمة ولا درست في معهد ولا اشتغلت مع الحكومة إلا في عهدكم، ولم يكن لي نشاط حقوقي إلا دفاع عن مظلوميتكم في حروب صعدة"، فهل "هذا هو جزاء سنمار لنا" كما تقول سكينة، حيث "أشخاص بأسماء نكرة لا نعرف من هم ولا من أي بيئة خرجوا، مصرّين على أن يتهمونا وعائلاتنا في أخلاقنا! إنها عبرة عجيبة ومن لا يفهمها ولا يدركها إما يتغابى كي لا يتألم، أو أنه غبي حقًا".
فما الذي تريده سلطة صنعاء فعلاً؟ وأين تريد الذهاب بالمجتمع؟ أو مثلما تخاطبها سكينة بالقول: "أيها المتطرفون يا أعوان الشيطان، هذه ستكون النتيجة الوحيدة للشحن المتطرف الذي تشحنون به أتباعكم، ولن نسامحكم ولن يسامحكم الله. ما أبعدكم في هذا الجانب عن نهج الإمام علي وما أقربكم للدواعش"، محذرة من أنه "سيأتي اليوم الذي يتفرغ فيه أتباعكم لملاحقة النساء والاعتداء عليهن في الشوارع بدعوى منع الاختلاط ومنع خروج النساء من المنازل، وبالتأكيد ستحصل فتن ومجازر وأنتم ستتحملون المسؤولية أمام الله والناس".
هذه الحالة لا تعبر عن الناشطة سكينة حسن زيد وحدها، بل هي لسان حال مجتمع بأكمله. فهل ستقوم سلطة صنعاء بتسليط ذبابها الإلكتروني عليه هو أيضًا مثلما سلطته على سكينة بلا رحمة؟ وكيف لجماعة تريد أن تنشر فكرها في العالم كله، كما تزعم، وهي تتهم مجتمعها بالانحراف وتتهم كل الشعوب المسلمة والمعاصرة بأنها منحرفة لأنها "مختلطة"؟