يلتقي الرئيس الكيني وليام روتو نظيره الأميركي جو بايدن الأربعاء في البيت الأبيض في أول زيارة دولة يجريها رئيس إفريقي لواشنطن منذ 15 عامًا وفي وقت تواجه واشنطن رياحًا جيوسياسية معاكسة في كلّ أنحاء القارة الإفريقية.
وسيستقبل بايدن نظيره الكيني ثم ينضمّ إليه في اجتماع مع رؤساء شركات قبل الجزء المخصص للفعاليات الرسمية التي ستبدأ الخميس بمراسم حرس الشرف وتُتوّج بعشاء فخم.
وتُعدّ هذه الزيارة أول زيارة دولة يجريها مسؤول إفريقي للولايات المتحدة منذ العام 2008.
وبعدما كانت لفترة طويلة في أدنى سلّم اهتمامات الدبلوماسية الأميركية، تتحول القارة الإفريقية إلى مصدر قلق لواشنطن وسط تزايد التطرف الإسلامي فيها وتحولها إلى ساحة منافسة بين الصين وروسيا. غير أن كينيا مفتاح دبلوماسي أساسي في إفريقيا بالنسبة لواشنطن.
ويعتبر بايدن الذي لم يفِ بعد بوعوده بزيارة إفريقيا كرئيس، أن زيارة روتو "رمز لالتزامنا الأوسع بتعميق" العلاقات في جميع أنحاء القارة الإفريقية، حسبما قالت الناطقة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار.
وأضافت جان-بيار أن كينيا تحديدًا "هي شريك أساسي (...) في مروحة من القضايا التي تشمل الأمن والتجارة والاستثمار والصحة والمناخ".
ومن أهم القضايا المطروحة على جدول الأعمال الوصول الوشيك لعناصر من الشرطة الكينية في إطار بعثة دولية لإعادة النظام والاستقرار إلى هايتي التي تشهد فوضى.
ومن المتوقع أن تصل مجموعة أولى من الشرطة الكينية إلى عاصمة هايتي بور-أو-برنس هذا الأسبوع، حسبما قالت مصادر أمنية لوكالة فرانس برس، على الرّغم من طعن قضائي مؤخرًا ضد إرسال هذه البعثة من نيروبي.
ودافع روتو عن قرار إرسال القوات الأمنية باعتباره "مهمّة من أجل الإنسانية" في أفقر دولة في نصف الكرة الغربي والتي تعاني من الفقر وانعدام الاستقرار السياسي والكوارث الطبيعية منذ عقود.
والولايات المتحدة أكبر داعم للبعثة الأمنية الكينية إلى هايتي، وقد تعهدت بتقديم أكثر من 300 مليون دولار منذ تفاقم أزمة هايتي قبل عدة سنوات فيما كانت دول أخرى بطيئة في تقديم الدعم.
والمهمة المتمثلة في إرسال عناصر شرطة إلى بلد تسيطر عليه حاليًا بشكل كبير عصابات إجرامية مسلحة، مليئة بالمخاطر بالنسبة للطاقم الكيني وستعتمد على تأمين التمويل الدولي الكافي.
منافسة في إفريقيا
وتُمثل العلاقة الجيدة مع كينيا نقطة مضيئة في السجلّ الدبلوماسي لإدارة بايدن بعد سلسلة من الانتكاسات في إفريقيا.
ويحقق المنافسان روسيا والصين تقدمًا كبيرا في إفريقيا، ما يقوض الجهود الدبلوماسية والأمنية الأميركية في القارّة.
وبرزت مجموعات مسلّحة روسية غامضة بينها مجموعة فاغنر وخليفتها على ما يبدو المعروفة باسم الفيلق الإفريقي، كلاعبين رئيسيين في عدد كبير من النزاعات في إفريقيا، فيما تستخدم الصين قوتها الاقتصادية لتوفّر روابط اقتصادية تتجاوز تلك التي تتمتع بها واشنطن مع الدول الإفريقية.
وتبرز أحدث علامة على ضعف واشنطن في النيجر حيث أُمرت القوات الأميركية التي تدير عمليات إقليمية لمكافحة الإرهاب بالمغادرة بعد انقلاب عسكري.
وأُمرت القوات الأميركية بالرحيل بحلول 15 أيلول/سبتمبر فيما بدأت وحدات عسكرية روسية تتحرك في البلد.