نقلت صحيفة "معاريف" عن مسؤول إسرائيلي قوله إن الأمريكيين متأكدون من أن حماس ستبقى بشكل أو بآخر في غزة في "اليوم التالي" للحرب، وبالتالي فإن الهدف هو إضعافها ودفعها نحو الهامش.
وقال المسؤول الكبير للصحيفة، وهو منخرط بشكل كبير في الحوار مع الأمريكيين، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن توصلت إلى حقيقة مفادها أن حماس لن تختفي على الأرجح من القطاع، وأن الاتجاه الصحيح من وجهة نظر بايدن هو "حماس ضعيفة ومحشورة في الزاوية إلى جانب قوة فلسطينية بديلة قوية".
وتابع المسؤول أن هدف الأمريكيين هو إضعاف حماس بشدة عندما يهدأ غبار الحرب، مما يعني أن حماس لن تكون قادرة على تنفيذ هجوم عسكري آخر مثل ذلك الذي حدث في 7 أكتوبر. لكنهم على يقين من أن حماس ستبقى، بشكل أو بآخر، في غزة في اليوم التالي.
وقال: "في نفس الوقت الذي يتم فيه دفع حماس إلى الهامش، فإن الهدف هو تعزيز إسرائيل، من بين أمور أخرى، لمستوى العلاقات مع جيرانها العرب، مع التركيز على السعوديين. هذه هي الطريقة التي يأمل بها الأمريكيون القضاء على تهديد حماس دون أن تضطر إسرائيل إلى مواصلة الحرب إلى أجل غير مسمى واستمرار معاناة الولايات المتحدة من الضرر".
وكشف المسؤول أن البديل الذي يطرح في المناقشات التي يجريها الأمريكيون مع الدول العربية هو نقل السلطة في غزة إلى السلطة الفلسطينية المتجددة والمعززة، وإلى أن يحدث ذلك فإن إدخال قوات الأمم المتحدة أو القوات المشتركة للدول العربية الموالية للغرب هو أمر لا مفر منه. والعائق الرئيسي في هذا الاتجاه هو إصرار إسرائيل على حرية العمل للجيش الإسرائيلي داخل القطاع، على غرار الوضع في الضفة الغربية بعد عملية الجدار العازل.
وأضاف: "لا السعودية ولا الإمارات ولا أي دولة عربية أخرى مستعدة لأن تصبح المقاول التنفيذي لإسرائيل. إنهم ليسوا مستعدين للسماع عن إدارة وإعادة تأهيل غزة طالما أن إسرائيل موجودة وتحتفظ بالحق في شن الغارات والقصف".
وفي هذا السياق، تساءلت الصحيفة ماذا يريد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؟ وما هي استراتيجيته الحقيقية وراء عدم وجود مبادرة لليوم التالي بعد الحرب؟
أحد العاملين في الدائرة المقربة من نتنياهو يعبر عن ذلك بالكلمات التالية: "في كل ما يتعلق بالجانب السياسي للحرب، في اليوم التالي - بيبي (بنيامين نتنياهو) يلعب الشطرنج دون أن يقول ذلك بصوت عال. إنه يلعب مع الجميع. وهو يفعل ذلك على أساس أنه في النهاية، على ما يبدو، سوف نتوصل إلى تسوية تشمل عودة المختطفين، وإنهاء القتال، وربما التوصل إلى اتفاق مع السعوديين. ومن الواضح له أنه إذا هو أقدم على المبادرة فسيبدو متحمسا، وبالتالي فلن تتم التسوية ببساطة أو ستكون سيئة بالنسبة لإسرائيل.. فإذا كان الوضع هو أن جميع الحلول ليست جيدة بالنسبة لنا، ناهيك عن أنها سيئة، فلماذا يجب علينا أن نأتي بخطط بمبادرة منا ونلتزم بها؟ دعها تأتي إلينا، وسنقوم بدراسة المقترحات".
في هذا الصدد لفتت الصحيفة إلى أنه لعدة أشهر، كان أعضاء فريق بايدن يجهدون عقولهم في محاولة لمعرفة بالضبط ما يريد نتنياهو أن يحدث في غزة. إلا أنه بالمقابل كان مستعدا لتزويدهم بالكثير من التفسيرات بشأن ما لا يريده وليس مستعدا أن يحدث في القطاع.. ولكن عندما يصلون إلى مسألة البدائل، فإن الشريك الإسرائيلي يختفي بالنسبة لهم مرارا وتكرارا.
وفي هذا الشأن ذكر أحد المقربين من دائرة نتنياهو أن "الاستراتيجية الحقيقية لرئيس الوزراء الإسرائيلي هي إضاعة الوقت".