بعد باريس وبلغراد، يختتم الرئيس الصيني شي جينبينغ جولته الأوروبية في المجر حيث ينتظره استقبال حار الخميس، مع علاقات اقتصادية مزدهرة وتقارب في وجهات النظر بشأن الهجوم الروسي في أوكرانيا.
وقبل وصوله مساء الأربعاء إلى العاصمة بودابست المزينة باعلام الصين، شبه العلاقات الثنائية بأنها "رحلة سياحية ذهبية"، في مقال نشرته صحيفة "مجري نمزيت" الموالية للحكومة.
أشاد الريس الصيني ب"الصداقة" بين البلدين اللذين تجاوزا "المحن" قائلا بطريقة شاعرية إنها "سلسة وغنية مثل نبيذ توكاي".
وكتب شي جينبينغ "لقد تحدينا النظام الجيوسياسي معا في سياق دولي غير مستقر"، ورسمنا طريقنا "كدول ذات سيادة واستقلال كامل"، في إشارة الى الاستراتيجية التي يعتمدها رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان داخل الاتحاد الأوروبي.
وسط خلافاته مع بروكسل، اتجه الزعيم القومي الى الشرق في السنوات الماضية. وحين نأت بروكسل بنفسها عن بكين، قام بدلا من ذلك بتعزيز العلاقات معها رافضا المواجهة العقائدية بين "الكتل".
16 اتفاقا
وقال الرئيس الصيني إن هذه الزيارة التي تستمر ثلاثة أيام تقريبا تشكل فرصة "لنقل شراكتنا الاستراتيجية إلى آفاق جديدة"، من المبادلات الثقافية إلى التعاون الاقتصادي، في وقت أصبحت فيه القوة العظمى الآسيوية أكبر مستثمر في المجر العام الماضي.
ويرى خبراء أن هذا يشكل "نجاحا دبلوماسيا" لبودابست التي أعلنت عن توقيع 16 اتفاقا على الأقل في مجالات البنية التحتية للسكك الحديد والطرق والطاقة النووية وحتى السيارات.
في كل أنحاء البلاد، تنمو مصانع البطاريات والسيارات الكهربائية بسرعة كبيرة، معاستثمارات بعشرات المليارات من اليورو.
ويثير هذا الوضع قلق المعارضة التي تندد بالغموض الذي يحيط بالعقود والأثر البيئي للمصانع والفساد إذ ان قطاع الإنشاءات يثري بحسب قولهم "دائرة أوربان".
ولم تعرف تفاصيل كثيرة عن برنامج الزيارة.
غداة عشاء من الأطباق المجرية التقليدية، سيبدأ شي جينبينغ نهاره بعرض عسكري عند الساعة 8,00 ت غ الى جانب الرئيس المجري تاماس سوليوك.
يتوجه بعد ذلك الى دير الكرمليين، مقر إقامة رئيس الوزراء، للقاء فيكتور أوربان والإدلاء بتصريحات للصحافة.
وتحدثت وسائل اعلام عن زيارة الى خارج العاصمة للاعلان عن مشروع جديد، وكذلك عن زيارة محتملة الى مدرسة تعلم اللغتين لكن بدون أي تأكيد رسمي.
ويغادر شي المجر بعد ظهر الجمعة.
- رسالة الى الاتحاد الاوروبي-
بعد استقباله الاثنين في قصر الاليزيه بباريس، أجرى الرئيس الصيني محادثات "صريحة" مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون حول الخلافات التجارية بين الصين وأوروبا او العلاقات بين بكين وموسكو، التي ينظر اليها الغرب بارتياب على خلفية الحرب في أوكرانيا.
لكن لا تتخلل المحطة المجرية مواضيع خلافية.
وقال جا إيان تشونغ الخبير السياسي في جامعة سنغافورة "إنها مناسبة من أجل إظهار لبقية الاتحاد الاوروبي" حسنات التعاون مع الصين مضيفا "كما انه لن يضطر لمواجهة محادثات حساسة حول علاقته مع موسكو".
فبكين وبودابست على الموجة نفسها بهذا الخصوص إذ تطالبان بالتوصل إلى تسوية سلمية في أوكرانيا مع الحفاظ على التقارب مع الكرملين.
في شوارع بودابست يشير يشير الى ملف حقوق الانسان، لكن لازلو توث حارس الأمن البالغ من العمر 52 عاماً، يتساءل عن سبب التحفظات حيال هذه الزيارة.
ويقول "المال ليس له رائحة كما يقال، وأنا متأكد من أنه حتى في أوروبا الغربية، سيكونون سعداء بالاستفادة من مثل هذه الاستثمارات".
خلال زيارته الأولى إلى أوروبا منذ عام 2019، توقف شي جينبينغ أيضا في صربيا، وهي دولة أخرى تقيم علاقات ودية مع بكين واستقبله الرئيس ألكسندر فوتشيتش بترحيب تحت شعار "الاحترام" و"المودة".