• الساعة الآن 03:24 PM
  • 26℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

أنصار الله والفن الحرام

news-details

خاص – النقار 

تستغرب حين تجد البعض يستغربون عداء جماعة "أنصار الله" للفن والجمال والموسيقى، وهي تكيل العداء والتهم للإنسان ذاته! لا قيمة للإنسان الذي ليس تابعا لهم، فكيف بالفن الذي ليسوا أهلا له؟

شأنها شأن أي جماعة إسلاموية نفعية، ينص قاموس "أنصار الله" على الحلال والحرام والحق والباطل والإيمان والكفر وفقا لتكييفها الخاص، ولأنها قادمة من ظلمات كهوف صعدة إلى أعماق المدنية في صنعاء، تريد تكييف كل شيء وفق هواها وطابعها الدخيل والمبتذل.

هذه صفحة سوداء من صفحات تاريخ اليمن مكتوب عليها بمحبرة دموية أن الغناء والموسيقى حرام، بينما اللصوصية ونهب المال العام والفساد والرشوة وقطع المرتبات والهنجمةعلى المواطن حلال. جماعة شيطنت من الفن والفنان وجعلت المبردقين والمشرفين واللصوص وأهل الفيد ملائكة وأولياء ومؤمنين وصالحين.

 في صنعاء والمحافظات تعمد جماعة "أنصار الله" لمداهمة صالات الأعراس واعتقال المغنين فيها واعتقال العرسان وتكسير آلات الموسيقى، كما حدث مؤخرا في محافظة عمران باقتحام إحدى الصالات واعتقال عدد من المغنين،وهي ليست المرة الأولى في عمران.

 رغم ظاهرة انتشار المغنين بغض النظر عن جودة هذا من رداءة ذاك بحكم أن من تمكن من العزف على العود أصبح فنانا عندنا، لكننا لسنا الآن بصدد تشريح الواقع الفني نقديا والبحث عن مزايا وعيوب الموسيقيين. نناقش هنا فكرة خطرة هي أن جماعة أنصار الله تعمل على تشويه الطابع اليمني برمته في كل مناحي الحياة، وتريد مسخ اليمنيين بعيدا عن مظاهر الحياة والجمال والإبداع وجعلهم مجرد ببغاوات يقولون ما تقول الجماعة وينتهون عما تنهى عنه الجماعة.

 حول أنصار الله علاقة اليمنيين بالموسيقى إلى علاقة مشبوهة، ولخصوا الفن في الزوامل، وما أكثرها إزعاجا في الشوارع وصالات المناسبات وكل مكان، فزوامل الحرب أصبحت هي الشكل الموسيقي الإيماني الجهادي الذي يزكي النفوس، والذي يجدد التراث اليمني، كما يقول أتباع الجماعة، إلى حد أن "المزوملين" أصبحوا يطلبون مبالغ باهظة في الأعراس تفوق تلك التي يطلبها عازفو العود، وهكذا خلطت الجماعة بين الفن والإيمان والفن والاسترزاق والفن والإزعاج، تماما كما خلطت بين الفن والكفر، والفن والفساد، والفن والانحلال.

 لا فرق بين "أنصار الله" وأي جماعة تكفيرية في أي بلد مسلم تعتبر المسلمين خارجين عن الملة وكفارا وأهل باطل لمجرد تعايشهم مع الموسيقى والأغاني والأصوات الجميلة. جماعات لا تتصالح مع الجمال لأنها مجردة منه وتسعى إلى تقبيحه وتشنيعه، وقد خلق الله العندليب قبل خلق هذه الجماعات المتطرفة، وأحل الله جمال أصوات البلابل في النفس البشرية قبل أن تحل علينا لعنة هذه الجماعات، وخلق السمع مرهفا بصوت الكروان أكثر بكثير من صوت مسؤول كاذب أو خطيب صائح يعتلي منبر رسول الله ليصرخ ويشتم ويكفر من أراد.

شارك الخبر: