ألقت التلميحات الواضحة للرئيس الأمريكي جو بايدن، بأن عمه ربما "أكله أكلة لحوم البشر" خلال الحرب العالمية الثانية، ضجة في بابوا غينيا الجديدة، مما أثر بعض الشيء على العلاقات الأمريكية مع الدولة الواقعة في المحيط الهادئ، وقوبل برد حازم من زعيمها.
وفي تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها بعد الزيارة التي أجراها إلى النصب التذكاري للحرب، ألمح الرئيس الأمريكي مرتين إلى أن الولايات المتحدة لم تكن قادرة على استعادة رفات عمه أمبروز فينيجان بعد تحطم طائرته بالقرب من جزيرة غينيا الجديدة خلال الحرب العالمية الثانية "لأنه كان هناك الكثير من أكلة لحوم البشر" في المنطقة.
ورأى رئيس وزراء بابوا غينيا الجديدة جيمس مارابي، في بيان صادر عن مكتبه الاثنين، أن بايدن ربما أخطأ في التعبير، واعترض على استخدام وصم الدولة والجزيرة الواقعة في المحيط الهادئ، والتي تشمل النصف الشرقي من غينيا الجديدة وأكثر من 600 جزيرة قريبة، بوصف "أكلة لحوم البشر"،
وتابع مارابي قائلاً: "ربما كانت تصريحات الرئيس بايدن زلة لسان؛ لكن بلدي لا يستحق أن يُصنف على هذا النحو".
وبينما تم توثيق أكل لحوم البشر بين القبائل النائية بالمنطقة في منتصف القرن العشرين، ناضلت بابوا غينيا الجديدة للتخلص من الصور النمطية في العقود الأخيرة، وقد قوبلت تعليقات بايدن بانتقادات داخل البلاد.
وعلق أحد مستخدمي منصة "اكس" (تويتر سابقاً)، قائلا: "لا ينبغي أن يُنظر إلى بابوا غينيا الجديدة، على أنها عبارة عن أكلة لحوم بشر بسبب تاريخنا"، وتابع: "نحن جزء من الحضارة الحديثة".
وكتب أحد المستخدمين في بورت مورسبي عاصمة بابوا غينيا الجديدة: "ما هذا الهراء الذي يتحدث عنه؟".
وفي منشور لجاستن تكاتشينكو وزير خارجية بابوا غينيا الجديدة على فيسبوك، حذر من أن تصريحات بايدن "غير المدروسة" يمكن أن تهدم العلاقات بين البلدين، والتي تعمقت في السنوات الأخيرة مع تنافس واشنطن مع بكين على النفوذ في منطقة المحيط الهادئ ذات الأهمية الاستراتيجية.
وقُتل عشرات الآلاف من الجنود، بما في ذلك حوالي 7000 أمريكي، في غينيا الجديدة خلال قتال عنيف بين الجيش الإمبراطوري الياباني وقوات الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، وفقًا للنصب التذكاري الأسترالي للحرب، ولم يتم العثور على الكثير من رفات القتلى.
ودعا مارابي في بيان له الاثنين، الولايات المتحدة إلى المساعدة في العثور على رفات أولئك الذين قتلوا خلال الصراع.
وأكمل قائلاً: "لم تكن الحرب العالمية الثانية من فعل شعبي؛ ومع ذلك، فقد تم جره دون داع إلى صراع لم يكن من صنعهم".
وردت السفارة الأمريكية في بابوا غينيا الجديدة، الأربعاء، على تعليقات بايدن، قائلة إن الولايات المتحدة "تحترم شعب وثقافة بابوا غينيا الجديدة وستظل ملتزمة بتعزيز العلاقات المحترمة بين ديمقراطياتنا ".
وأفادت السفارة في بيان لها: "سلط الرئيس بايدن الضوء على قصة عمه لإجلال التزامنا المقدس بتجهيز أولئك الذين نرسلهم إلى الحرب".