في أول خروج جماهيري للأنصار داخل صنعاء كان ظهور بسيط وفي المقابل كان السبعين يزدحم بشكل كبير جدا .
يومها دخلت بنقاش مع اثنين من جيراني وكان كلاهما منبهر بما شاهدوه في السبعين من جماهير غفيرة ويقللون من أهمية حشد الانصار .
قلت لهم بصريح العبارة عندما تشتد الامور لن يثبت احد من كل حشود السبعين لان المصلحة جمعتهم وليس مبدأ وقيم وعقيدة أما حشود الأنصار على قلتها فان الواحد فيهم يساوي مئآت بايمانه ومبدأه وعقيدته وهذا يرجع الى الفرق في أسباب الانضمام .
فهناك فرق بين من يبحث عن وطن وعدالة ومن يبحث عن أموال ومكاسب شخصية.
هناك من يريد الدنيا وهناك من آخرته خير وأبقى.
حتى أننا سمعنا عبارة مهمة جدا لتبرير الوضع ،على أساس أن الحاكم لم يكن يعلم بفساد الشلة فقال "لقد خدعوني ولم اكن اعلم بأنهم فاسدين" ، وأردف " أنا لم انظر الى قلوبهم ولم اعلم ما بداخلهم ،لقد خدعوني بمناظرهم" ، مع أنه كان يعلم بكل تصرفات وتحركات المسؤولين بما فيها الاسرية بل والشخصية والخاثة جدا ،وليس فقط في اطار العمل لكنه كان مضطرا لالقاء اللوم عليهم ، مع أنه انتقاهم نقوه ولا أعتقد أن قصة المناضل يوسف الشحاري غائبة عنكم(من لا يعلم عن القصة فليسأل عنها أعيان الحديدة)
التاريخ يعيد نفسه
اليوم وبعد أن بات الانصار دولة عشنا في فترتهم بحقبتين كل حقبة تختلف تماما عن الاخرى .
حقبة صمادية كانت حالة الرضا المجتمعي فيها هي السائدة .
حقبة مشاطية وصل السخط المجتمعي فيها الى ذروته ، وكرهوا الناس اليوم الذي دخل فيه الأنصار الى صنعاء .
وشتان بين هذه وتلك .
اليوم نكاد نسمع نفس الجملة
"لقد خدعوني ولم أكن أعلم بفسادهم" لم انظر الى قلوبهم لقد خدعتني مناظرهم (الصرخة والزامل وتقليد اللهجة وتلك الشكليات) .
مع أن عملية الانتقاء للفاسدين والفاشلين تمت بشكل دقيق جدا بل أنها سارت بالتوازي مع عملية احباط الكفاءات والشرفاء والمخلصين والمجاهدين ومحاربتهم وتهميشهم .
وبالنسبة للجمهور فكما سبق أن ذكرت هناك فرق بين من تجمعهم السلطة والدولة وتجعل منهم تابعين ومأجورين (مرتزقة) ومن يجمعه الواجب الديني والوطني والانساني ومستعد أن يفدي الوطن بروحه وبكل ما يملك.
سنجد التبريرات السخيفة والتافهة في أهم وأكبر موضوع يمس الشعب كله وسنجد من يحاول حرف مسار المبيدات ومن يقلل من خطورة الموضوع ومن يهدد ومن "يحيض" من فمه مبررا موضوع المبيدات بأن الحملة ممولة وبانها لإعاقة اللجان .
وسيحاولون تشويه حقنا وتلميع باطلهم.
وسنجد من يصمد ويثبت ويتحدث بالمنطق والعقل وحجته هي الاقوى والابلغ .
وفي الاخير سينتصر الحق والعقل والمنطق وستتفوق المصلحة العامة على الخاصة ولن يقف أمام رغبة ومصالح الشعب أي قوة على وجه الأرض، ولن يفيدكم من يتمسكون بكم اليوم على الباطل وسيكونون أول من يتنصل عنكم ويترككهم .
ومن حاربتموهم وجوعتموهم ودعمتم الفاسدين والفاشلين ضدهم وأيدتم تجار المبيدات الصهيونية على حساب صحتهم وصحة الأجيال القادمة وعلى حساب ملف الاكتفاء الذاتي الزراعي، سيتضح لكم بعد فوات الاوان بأنهم المخلصين وهم محبي الوطن بصدق وبحق وهم من سيستمرون في صمودهم في وجه كل المخاطر المحدقة بالوطن أرضا وانسانا .
كان أمام الحاكم سابقا أن يختار بين عشرين اسرة أو عشرين مليون فاختار العشرين الاسرة وها هي حكومة صنعاء تسلك نفس الطريق وعليها أن تختار قبل فوات الاوان مع اعتبار الفارق الحاصل اليوم بين القيادة الثورية الربانية والقيادة السلطوية الشيطانية.