• الساعة الآن 03:57 AM
  • 15℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

وداعاً تسع سنوات عجاف.. أهلاً بالمجهول

news-details

خاص – النقار 

انطوت تسع سنوات عجاف من الحرب والموت في اليمن، وبحثت السعودية عن مخرج لها من المستنقع الذي تمدد منذ السادس والعشرين من مارس 2015، فيما ذهبت جماعة أنصار الله التي استحوذت على السلطة في العام 2014 إلى تقديم كل ما حدث على أنه انتصار لها رغم كل الخسائر التي تكبدها اليمنيون ووطنهم المسروق. 

ما يقوله الشارع اليمني الآن يتمثل في فكرة عامة مفادها: ما النتيجة المرضية التي اغتنمها اليمني حتى الآن من هذه الحرب؟ الجماعة بعيدة عن الشارع وما يعانيه الناس، رغم أنها على علم تماماً بحجم الرفض الشعبي لوجودها. بالنسبة للناس تبقى الحرب حرباً في النهاية، أصابت اليمنيين بأفظع الآلام والأوجاع وأفقرتهم وأدخلتهم دوائر مجاعة لا نهاية لها، بينما الحرب بالنسبة للجماعة مناسبة للصمود وفرصة لمزيد من التقوية وإبراز القوة وتحقيق المكاسب السياسية والمالية وهلم حرباً.

بات معروفاً أن الجماعة تتعيش على الحرب، أي حرب، وتتنفس حرباً وباروداً وموتاً، ولا تقوى على مواجهة الواقع وسداد استحقاقاته فتلجأ إلى إشعال مزيد من الصراعات هنا وهناك. أصبح يُنظر إلى البحر الأحمر كمغطس لجأت إليه الجماعة هرباً من استحقاقات اليمنيين الذين لم يشهدوا أي تغيير في الواقع بعد التهدئة منذ عامين، فلا الأوضاع المعيشية تحسنت، ولا الرواتب صُرفت، ولا الحكومة تغيرت بعد إقالتها، ولا الجماعة احترمت عقولالناس.

إذن عن أي صمود نتحدث؟ هل صمود اليمنيين أم صمود الجماعة؟ لم تُظهر الجماعة يوماً أنها تقاتل وتصارع من أجل اليمنيين، بل من أجل السلطة. اليمنيون ليسوا سوى دروع بشرية اتخذتهم الجماعة طوال سنوات حربها، واليمنيون وحدهم المطالبون بالصمود بينما كروش قيادات ومشرفي الجماعة تأخذ في التضخم أكثر وتلطخ "المسيرة القرآنية" بمزيد من الدهون والشحوم!

الجماعة حتى لم تتصالح مع اليمنيين من دهاليز السجون حتى فضاء مواقع التواصل الاجتماعي. تطاردهم وتتهمهم بالانحلال وبكل التهم الجاهزة في حال التعبير عن رأي مخالف أو المطالبة بالمرتبات، فهل هذا هو الانتصار الذي تقدمه الجماعة؟ إذا كان هذا هو الماضي والحاضر الذي نعرفه ونعيشه، فكيف يكون المستقبل؟ ما مصير اليمنيين في القادم المجهول؟

تتهم الجماعة التحالف بخنق اليمنيين اقتصادياً، وتتعامى عن حقيقة أخرى هي استحواذها على خيرات ومقدرات وإيرادات اليمنيين الذين لا يزالون بعيدين عن أي تعويضات ومستحقات، ثم بعد هذه السنوات الطوال من الاختناق واستعمال اليمنيين كدروع بشرية لتواجد الجماعة كسلطة، يبعث قائد الجماعة بشكره أخيراً، ليس لليمنيين، بل لإيران وحزب الله اللبناني لوقوفهما مع الجماعة خلال الحرب، نعم، ربما لأن الصديق وقت الضيق، أو لأن الصديق هو أساساً مصدر كل هذا الضيق. 

شارك الخبر: