• الساعة الآن 10:15 PM
  • 20℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

المسيرة Movies : عاقبة الدراما الأنصارية

news-details

خاص | النقار 

هدوووء، بانصوّر يا مؤمنين، ثلاثة اثنين واحد، أكشن:

ماذا تقول المسلسلات الدرامية التي تنتجها جماعة أنصار الله؟ ولماذا تنتجها؟ إذا كان من أجل المتعة فذاك جميل، لكن لا وجود لها للأسف، وإذا كان من أجل الإثارة والتشويق فعلى القائمين على الدراما الأنصارية الاقتناع بأن التشويق يحتاج كتاباً هادفين كما يحتاج حبكة وأداء مشوقاً وهو ما لا نجده للأسف في قيس السماوي وسلطان الجعدبي وأسعد الكامل وغيرهم من فنانينا الكبار المحترفين أيما احتراف.

رغم أن موسمنا الرمضاني الحالي يكتظ بعدة مسلسلات في عدد من الفضائيات، دون جديد يُذكر، وبنفس الصراخ وطريقة الكلام المتورمة التي لا تشبهنا في الواقع، على الأقل من وجهة نظر كاتب هذه السطور، إلا أنك مع جماعة "أنصار الله" مش حتغمّض عينيك، وأسأل الله ألا يصيب بصرك مكروه، إذ عليك أن تستعد للعاقبة. لا أعني عاقبة الأمور فنحن نراها ونعيشها منذ عرفنا الجماعة، بل "العاقبة" المسلسل الذي تروج له الجماعة منذ شعبان كقنبلة رمضانية.

تطل علينا شاشة "المسيرة" بمسلسل "العاقبة"، وبجرعة "أكشن" لتخفيف "الإفيهات" السنوية المعتادة، إلا أن الأكشن هنا في حد ذاته أصبح هو الكوميديا غير الناضجة، والحوار بما يحمله من "قنبلة ظرافة" يُفترض أن يكون حوار ما وراء الكواليس وليس الحوار الأصلي المكتوب، مع التحية للمخرج عبدالرحمن دلاق الذي أراد أن يقدم شيئاً.

لكن كما نعلم جميعاً، عندما تكون الدراما تابعة لفكرة سياسية سلطوية بعينها، فهي لن تنتج جديداً ولن تتحدث عن الناس بالشكل الأقل من المطلوب حتى وإن تحسنت جودة الصورة. يقول القائمون إن المسلسل يسلط الضوء على العادات والتقاليد اليمنية، وعلى مشاكل مجتمعية يعايشها اليمنيون، وعلى صبر اليمنيين على تحمل الأعباء والمشقات، باعتبارها صفات إيمانية، لتكلل ثمار تلك المتاعب بالانفراجة والصبر والنصر المبين، ليتحقق بذلك المعنى الحقيقي لمسمى العاقبة!

يا للدراما المدهشة، لن نتطرق إلى الهزل الذي يجعل العلاقة بين أفراد الأسرة الواحدة مخترقة بلهجات مختلفة، ولن يسوءنا التحدث بصوت عال وبصراخ مسرحي لا نعرف غيره من درامانا اليمنية، لكن أين هي مشاكل اليمنيين في هذه الدراما حتى الآن؟ يرغب الجعدبي في نقل تجارته من الخارج إلى صنعاء والسماوي يعترض على ذلك، ويرغب الوجه الجديد حسين القواس في "التخزينة" في "طلعة عصر" على متن سيارة "يا عيباه" كما يقول معاذ البزاز، ويتم !

بما أن القائمين يقولون إنهم يريدون تقديم مشاكل اليمنيين وواقعهم، فلماذا لا نقدم مشاكلهم إلى سلطات أنصار الله لتقوم بحلها؟ أم أن السلطات ستحيط بالمشاكل عبر مسلسل من إنتاج مؤسسة الإمام الهادي الثقافية؟ ما أسوأ هذه العاقبة.

نحتاج إلى سلسلة أفلام هندية لصياغة واقع اليمنيين، وربما احتجنا إلى مخرجين عالميين لعلهم يحاولون استيعاب ما يحدث هنا.

 لا نعلم متى تقدم الدراما اليمنية شيئاً ملامساً للواقع يقدم الحياة اليمنية بتفاصيلها الحقيقية ومشاكلها المصيرية، لكن ما تفعله دراما أنصار الله ليست بعيدة عن الواقع فحسب، بل إنها إبعاد عن الواقع أصلاً.

 عموماً، على صناع الدراما اليمنية في مناطق سلطة الجماعة أن يتأهبوا لمزيد من القيود خلال المواسم المقبلة إذا لم يكن إلغاء الدراما من الأساس، فزعيم الجماعة عبدالملك الحوثي في خطابه نهاية شعبان ألمح لذلك وقال إن الأخطر على الإنسان أن يضيع ليالي رمضان في مشاهدة المسلسلات التي تُسقط من النفسيات. صدق السيد القائد، فليس هناك إسقاط للنفسية كهذا الذي نراه على شاشة المسيرة Movies .

 

شارك الخبر: