• الساعة الآن 02:50 AM
  • 12℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

آهات بطبشور معلم

news-details

خاص | النقار - محمد طه

تعود صورة زميلي المعلم الذي يقف حافي القدمين أمام طلابه في الفصل إلى المشهد مجددا وبألم كاسر يجتاح كل من يراها.

تلك الحالة البائسة التي التقطت من كاميرا هاتف محمول كفيلة بجعل المرء يكفر بشعارات الإنسانية شرقا وغربا. إن سلطة تهين المعلم بهذه الطريقة وتوصله إلى هذه الحالة من الامتهان هي سلطة غاب لا سلطة بشر.

سلطة تدعي إيمانها بكرامة بني الإنسان وتأتي لتمتهنه في أقدس مهمة يؤديها. إن هذه الصورة هي الإدانة الكبرى لتلك السلطة، والتي لا تستطيع معها أن تواصل كذبها علينا نحن المعلمين على وجه الخصوص.

إن النظر إلى القدمين الحافيتين في الصورة لمعلم بائس يؤدي رسالته في ظل سلطة طاغية سلبته حتى قيمة حذاء ولم تأبه لمشاعره وإنسانيته وهو يقف مهانا ذليلا أمام طلابه، يترك انطباعا عميقا في نفس الإنسان باليأس والكفر بالحياة.

كيف لي كمعلم أن أحتمل مثل هكذا مشهد؟! أنا معلم يا أيها المستبدون، كيف لا تريدونني أن أكفر بكم وبسلطتكم وأنا أرى أحد زملائي يصل به الحال في ظل حكمكم إلى أن يؤدي رسالته حافيا جائعا ممتهنا؟ ستحاكمكم هذه الصورة يوما ما وستكون كافية لتلعنكم كل الأجيال.

وأقول لزميل مهنتي: لا تبتئس يا أخي، فهذا المشهد الذي أراد الطغاة أن يهينوك به هو نفسه الذي سيقتلعهم عاجلا أم آجلا.

شارك الخبر: