• الساعة الآن 01:36 AM
  • 14℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

مقتل الغماري يفتح ملف الغارات الغامضة ورسائل التضليل المتبعة لدى سلطة صنعاء

news-details

 

خاص - النقار
بحسب بيان قوات صنعاء (الحوثي) فإن رئيس هيئة الأركان محمد عبد الكريم الغماري قتل مع نجله البالغ من العمر 13 عاما وعدد من رفاقه. 
الإعلان الذي خرجت به سلطة صنعاء اليوم الخميس السادس عشر من أكتوبر، حول مقتل الغماري، حمل ملابسات عدة، حيث يأتي بعد أسابيع من الغموض الذي أعقب استهداف اجتماع قيادي بصنعاء في 28 أغسطس، وقبلها في يونيو إعلان الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ عملية استخباراتية استهدفت رئيس الأركان الغماري. 
في ذلك الحين سارعت سلطة صنعاء (الحوثي) إلى دحض الرواية الإسرائيلية بكل قوة، حتى أن ناشطيها تداولوا صورة للغماري من ميدان السبعين. 
أصر الاحتلال الإسرائيلي على أن الغماري كان هو المستهدف في الفارة التي نفذها بتاريخ 12 يونيو وأنه إذا لم يقتل فقد أصيب، فيما أصرت الجماعة على أن الغماري حي يرزق ويمارس عمله ومهامه. 
ليس ذلك فحسب، بل ستقوم وكالة سبأ الرسمية وكافة القنوات ووسائل الإعلام التابعة للجماعة، في يونيو الماضي، خبرا عن تلقي "رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن محمد عبد الكريم الغماري، رسالة من قائد أركان كتائب عز الدين القسام، ردا على الرسالة التي بعثها بها اللواء الغماري للمجاهدين في كتائب القسام بمناسبة عيد الأضحى المبارك". 
ثم جاءت الضربة الإسرائيلية في 28 أغسطس الماضي والتي قتل فيها قيادات بينهم رئيس الحكومة وتسعة وزراء وموظفين في حكومته بالإضافة إلى إصابات أخرى لم يكشف عنها. عاد اسم الغماري في منصات محلية وعربية أنه من بين المستهدفين في الغارة
وواصلت الجماعة التعتيم، بل والحديث عن برقيات وتصريحات نارية للغماري.
في 31 أغسطس تداول ناشطو الجماعة تصريحا للغماري مفاده: "ردنا على جريمة اغتيال رئيس الوزراء ورفاقه سيكون قاسياً ومؤلماً وبخيارات استراتيجية فاعلة ومؤثرة ، وستسمعون في القريب العاجل وتشاهدون ما تقر به أعينكم ويشفي صدوركم".
توالت التصريحات والمواقف المنسوبة للغماري، حيث ستنشر وسائل الإعلام التابعة للجماعة في نهاية سبتمبر خبرا جاء فيه: "رفع وزير الدفاع والإنتاج الحربي اللواء الركن محمد ناصر العاطفي ورئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن محمد عبدالكريم الغماري برقية تهنئة إلى فخامة الرئيس المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى - القائد الأعلى للقوات المسلحة وإلى أعضاء المجلس بمناسبة العيد الـ 63 لثورة الـ 26 من سبتمبر الخالدة...". 
الأمر نفسه ظل إلى ما قبل ثلاثة أيام، حيث ستنشر الجماعة هذا الخبر: "بعث وزير الدفاع والإنتاج الحربي اللواء الركن محمد ناصر العاطفي ورئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن محمد عبدالكريم الغماري، برقية تهنئة إلى عموم المقاتلين الأبطال المرابطين في مختلف الجبهات والمواقع بمناسبة الـ 62 لثورة الـ 14 من أكتوبر المجيدة...". 
وبالنسبة لبيان اليوم الذي أعلنت فيه قوات صنعاء رسميا مقتل الغماري، فقد اكتفى بالقول إنه “استشهد أثناء أداء واجبه” دون تحديد المكان والتوقيت، وما إذا كان قتل في حينه أم توفي لاحقا متأثرا بإصابته. 
كما أن مقتل نجل الغماري ذي الـ13 عاما إلى جانبه، بالإضافة إلى أشخاص آخرين، يجعل من الغارة كأنها استهدفت منزل الغماري وليس مكان عمله. 
هذا التضارب لم يظهر في البيان فحسب، بل وفي خطاب قائد الجماعة اليوم، حيث جاء فيه أن "الشهيد الغماري كان له إسهام كبير في معركة الإسناد لغزة ومنذ استشهاده ورفاقه في المسؤولية والجهاد يواصلون المشوار"، فالجملة الأخيرة من هذه الفقرة تشير إلى أن الغماري كان قد قتل في الغارة نفسها، وإلا لا معنى للقول إن "رفاقه منذ استشهاده يواصلون المشوار". 
بدوره، علق وزير دفاع الكيان الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، على إعلان قوات صنعاء مقتل رئيس أركانها، بالقول إن الغماري "الذي تعرض لضربة أولى قوية أفشلت معظم قياداتهم في اليمن، قد فارق الحياة متأثرا بجراحه، لينضم بذلك إلى رفاقه المهزومين في محور الشر في غياهب الجحيم".
خلاصة القول أن مقتل الغماري يفتح بابا واسعا للتساؤلات حول حقيقة ما جرى في الأشهر الأخيرة، وسط تضارب الروايات وتكتم إعلامي شديد من قبل سلطة صنعاء (الحوثي). 
فبينما تؤكد الجماعة استشهاده في سياق "الجهاد المقدس"، وتحتفي بدوره في دعم غزة، يصر الاحتلال الإسرائيلي على أنه كان هدفا لعملية نوعية أجهزت على قيادات بارزة في قوات صنعاء.

شارك الخبر: