يسأل السائل: هل مازالت قبائل الحدا مازالت تنتظر ردا من سلطة صنعاء بخصوص قضية أبو زيد الكميم، فيأتي الجواب بأنها ربما اكتفت ببندق السيد وعسيب المقدشي وعادت أدراجها بهما كخفي حنين، بعد أيام من التخييم والاعتصام في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، لكن وبرغبة كامنة داخل كل شيخ من مشايخها بأن يكون ديوانه هو المحتفظ بخفي البندق والعسيب كذكرى إسكات معتبرة.
هكذا تكون سلطة صنعاء قد استطاعت ليس فقط إسكات الصوت الحقوقي والمدني، بل والصوت القبلي أيضا. فالأسبوع أصبح شهرا والشهر سيصبح سنة، والكميم باق في سجنه كشيخ مثلما هو كرئيس نادي المعلمين، وكل الوعود التي قيلت في ميدان السبعين من قبل السلطة وعبر الشيخ الوسيط بالنظر في القضية على وجه السرعة وبظرف أيام قلائل كانت مجرد كلام قيل وذهب أدراج الرياح، مثلما فعلت السلطة مع قضايا قبلية أخرى. ليجد أبو زيد الكميم في النهاية أنه لا منصبه الحقوقي استطاع الإفراج عنه ولا منصبه القبلي.
الأمر كذلك بالنسبة لعبد الوهاب قطران، القاضي والشيخ القبلي. فحتى لو احتشدت قبيلته همدان إلى ساحة من الساحات ونفذت اعتصاما مطلبيا بالإفراج عنه، ستأتي السلطة نفسها وتفرقهم شذر مدر بجملة وعود لن تنفذ منها شيئا. حيث لم تعد سلطة صنعاء في وارد أن تضع اعتبارا لأحد سوى لشرهها في ملء السجون بالمعتقلين. ومثلما حدث مع الكميم، سيجد قطران هو أيضا أنه لا حصانته القضائية حمته من اقتحام بيته واعتقاله أمام أبنائه وتلفيق التهم ضده، ولا قبيلته التي يملأ صيتها الآفاق نجدة وبسالة ومنعة يمكن أن تردع سلطة صنعاء من السخرية منها والضحك عليها بإزجاء الوعود وتمييع المطالب وإسكات الحجج. وهمدان في زوامل عيسى الليث أو أدبيات الجماعة في مرحلة من المراحل بالتأكيد لن تبقى هي نفسها وقد تحولت تلك الجماعة إلى سلطة. وهكذا الأمر مع جميع القبائل وليس همدان فقط ولا الحدا فحسب.
يواصل السائل طرح أسئلته: هل معنى ذلك أن القبيلة اليمنية عموما أصبحت محلا للسخرية منها وللضحك عليها من قبل سلطة صنعاء؟ فيأتيه الجواب سؤالا: وماذا تسمي ما يحدث لها مع كل اعتصام أو احتشاد مطلبي؟ ألا تعود على الدوام محملة بالوعود التي لا يتم تنفيذ شيء منها؟