حسن الوريث
قال لي زميلي المواطن العزيز .. مالي أراك مهموما حزينا ياصديقي الصحفي ؟.. قلت له يا زميلي المواطن العزيز.. تجمعت كلها في وقت واحد.. اسطوانة الغاز انتهت والماء مقطوع وفاتورة الكهرباء وصلت ومكتوب فيها انذار بفصل التيار والمؤجر يطلب الايجار أو إخلاء الشقة وصاحب البقالة ارسل كشف الديون والمدرسة ارسلت انذار بعدم السماح للأولاد بدخول الامتحان الشهري إلا بدفع المشاركة المجتمعية كما ان صديقتنا الصغيرة امة الله مريضة وتحتاج إلى علاج والكارثة أن المرتب وحتى لو تم صرف راتب شهر فإنه لن يكفي لمواجهة هذه الأعباء أو جزء منها فماذا تريدني أن اعمل؟.
قال لي زميلي المواطن العزيز.. فعلا كان الله في عونك يا صديقي الصحفي انت وكل الموظفين الذين يعيشون في نفس الظروف من تكالب أعباء الحياة المعيشية عليكم وانقطاع الرواتب وهروب الحكومة عن التزاماتها تجاه المواطن المسكين وانا رهن الإشارة لك للتخفيف عنك بأي شكل من الأشكال .. قلت له يا زميلي المواطن العزيز.. شكرا على مشاعرك النبيلة وانا اعرف ظروفك فأنت تعيش نفس المعاناة التي نعيشها جميعا ولكن حتى لو وجهنا رسالتنا للدولة والحكومة فإن الأمر لن يتغير لانهم فعلا بعيد عن معاناة الشعب وكما قلنا فهم يعشون في عيش رغيد وكل شيء يصل إليهم.. الغاز والماء والكهرباء وبدل الايجار رغم أن اغلبهم في بيوتهم الخاصة وبدل العلاج وكل البدلات والأجور فكيف سيشعرون بمعاناة الناس؟ ومن سيقول لهم أن هناك من يبحث عن بقايا طعام في براميل القمامة وقد لايجده؟.
قال لي زميلي المواطن العزيز.. كلام مؤلم جدا وكما قلت ياصديقي الصحفي فإن المواطن يعاني في ظل غياب وهروب وعجز حكومي وربما أن الأمر مقصود أن يظل المواطن يعاني ويعيش البؤس والحرمان.. قلت له يا زميلي المواطن العزيز.. لقد وصل الأمر إلى حد لا يطاق وعندما تحدثت اليوم عن معاناتي فإنها تنطبق على الاغلب من الناس ولابد أن يكون هناك حل انطلاقا من المسئولية التي تحملتها الدولة أمام الله وأمام الوطن وتجاه هذا المواطن الصامد المغلوب على أمره .
قال زميلي المواطن العزيز وانا.. هذه رسالتنا نكررها لرفع المعاناة عن المواطن حتى لايظل يبحث عن وطنه المفقود والمسلوب أو البحث عن وطن بديل. فهل وصلت الرسالة الخاصة جدا جدا ام أن الأمر سيبقى كما هو مغني جنب اصنج ويافصيح لمن تصيح ؟..