محمود ياسين
حسنا : أرصدة قليلة او كثيرة
رواتب من فئة الخمسة الاف دولار وغشرة ربما
شقق وتذاكر سفر
كروت غرف فنادق واستجمام
ليكن
هل يخطر لأحدكم اننا نحسدكم ؟
انا مثلا
سألتني صديقة مثقفة وممتلئة بحب بلادها : هل تتحسر كونك بلا خمسة الاف دولار ودعوات مؤتمرات في عواصم اوروبا ؟ قلت : لا
ولقد صدقتني ذلك انني اصدق نفسي ، ويجدر بكم ان تصدقوني ، لا حسرات من تلك التي بين الزملاء وقد حظي اغلبهم بتلك المزايا وبقي واحد بلا مزايا يحاول تمييز مصير بلاده عن موجة الانفعال العام وهد المعبد على رأس الجميع ، حتى أنني اشفق عليكم حقيقة وانا أدرك ان الغالبية يعاني ذهنيا وعاطفيا بشأن بلاده وهو بحاجة لأن يفصح عن غضبه واستيائه لكنه عالق في المنفى ويكاد يكون مصيره الشخصي ومصير اطفاله بتصرف من يغضبه وطنيا ويعرض بموقفه ويكاد يدفعه دوما صوب التحديق في مآلات بلاده بألم من لم يعد بوسعه غير التحديق
لكن اخبركم انني هكذا وبمعزل عن تمييز الذات وازدراء مني لمنهج الخصومة المتبع عند الكثيرين وكل ما اختلفت مع صديق رحت تتحسس بطنه بمزيج من الريبة وتطهير الذات
كلنا مخطئ ، ورغم انني لا اعفيك من خطيئة الأصغاء للأجنبي ولو مضطرا لكنني ادرك معاناة العالق ومن وجد نفسه في دوامة دفع اليها دفعا ، ولربما بالغتم في كراهية طرف ما غير انكم لم تكرهوا بلادكم .
هذه المقدمة الطويلة لأجل ان أخبركم يا زملائي :
فكروا ماالذي قد يجعلها افضل
بلادكم
الممكن
القابل للتحقق ولو في مستوى ما .
لا عليك من التزاماتك المسبقة وماالذي قد يقال ، انت انت وحيث انت ومتكئا على حبك لبلادك ومسترشدا بضميرك وبعد كل اخطائنا جميعا وفي هذه الموجة من الصخب وضجيج المواقف والاستقطاب والتباينات والورطات ،، قم بالصواب ، الصواب فحسب
مايجعل بلادك افضل ولو ترافق هذا مع جعل ألد خصومك أفضل .
محبتي
ولو تدرون كم انني هنا بخير ، وكم انني حيث ينبغي ان اكون احلم كل مساء ان يكون كل منكم حيث ينبغي ويليق بوعيه وحبه لبلاده ، وكيف انه لا شيئ يضاهي ان يقف احدنا ليحدق في الرجل الواقف امامه في المرآة باحترام .
افتقدكم واحدا واحدا ، وليكن الله في عوننا لنسترضي بلادنا التي طرحناها ارضا ولو بصواب أخير وهي ستنهض آخر المطاف .
كونوا بخير .
* من حائطه على الفيسبوك