• الساعة الآن 08:38 PM
  • 22℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

أعداء البن اليمني والاكتفاء الذاتي

news-details


خالد العراسي


المؤامرة على البن اليمني ليست حديثة فهناك من يغيظه أن يحصل البن اليمني على تصنيف عالمي ولهذا باعوا للسعودية عدد كبير من غرسات البن الخاص بمنطقة "خولان بني عامر" في صعدة،ولم تتمكن السعودية من الحصول على غرسات البن الحرازي ،وبعدها تمكنت السعودية من تسجيل الصنف باسمها بالتوازي مع اسقاط تصنيف ذلك النوع بتواطؤ من المعنيين بالداخل بعدم المتابعة ،رغم الرفع بالخطوات اللازمة لاعادة التصنيف .
القضية أكبر مما تتصورونها .
خلال الايام القليلة الماضية صدر قرار جمهوري بإنشاء المؤسسة العامة لانتاج وتسويق البن .
ولكم أن تتخيلوا كيف يمكن انشاء هذه المؤسسة بدون الجلوس مع كبار مزارعي البن ولا التنسيق مع اتحاد المصدرين .
تلاه قرار بتعيين الاخ / مانع العسل مديرا عاما تنفيذيا للمؤسسة .
وفجأة برز قرار وزارة المالية برفع ضريبة البن المستورد بنسبة ٥٠ % .
من يقرأ القرار سيقول ممتاز وهذا يعتبر دعم للبن اليمني مادام زادوا ضريبة البن المستورد، لكن في الحقيقة هذا القرار سيقتل زراعة البن اليمني تماما وذلك لان البن الخارجي أساسا كان محظور وممنوع من الاستيراد.
والقرار يعني إلغاء الحظر واستئناف إستيراد البن الخارجي .
كل منتجاتنا المحلية يتم التحايل بادخال منتج خارجي مستورد لمحاربة المزارع اليمني ومن باب اعاقة الوصول للاكتفاء الذاتي.
البن ،الثوم ،البرتقال ، التفاح ، الزبيب...الخ .
رغم وجود قرارات بمنع استيرادها .
والمثير والملفت في الموضوع هو أن المستورد يدخل في نفس موسم الحصاد للمنتج المحلي .
وطرق الادخال كثيرة ومتعددة ومن يتتبعها يعرف بأن الموضوع منظم وممنهج ومرتب بدقه وليست خطوات عشوائية ولا سببها الغباء أو الاهمال وانما خطط مدروسة تؤدي الى احباط المزارع اليمني والتوجه لزراعة القات ،وترسيخ فكرة مفادها أن الاستيراد يوفر نفس المنتج وبجودة أفضل وبسعر أقل ولا داعي للزراعة وإستنزاف المياه الجوفية .
شعارات براقة لبرنامج في قمة الخبث يهدف الى اعاقة الاكتفاء الذاتي الزراعي.
من يملك أمنك الغذائي يمكنه التحكم بقرارك السياسي .
المؤامرة كبيرة على ملف الاكتفاء الذاتي الزراعي والصناعي ، والمنفذين للاسف أيادي داخلية ...من الممكن جدا حصر الإشكاليات والعوائق واعداد جملة من الحلول والمعالجات لكن ما الفائدة من ذلك في ظل غياب الضمير والوطنية .
لا نفتقر الى الحلول بقدر افتقارنا للنوايا الطيبة التي ان صلحت صلح العمل .
رغم أننا لا زلنا نتحدث عن منتجات ليست أساسية فكيف سيكون الوضع بالنسبة للقمح والبقوليات وبعض الحبوب الاخرى ؟
وكيف سيكون الأمر عند المضي قدما في تنفيذ برامج من شأنها تغذية المياه الجوفية والاستفادة من مياه الأمطار ؟
من لم ينتبه ويعالج الاشكاليات من الان سيصل الى مرحلة لا يمكنه فعل شيء .
لان السوء اذا تجذر يصعب اجتثاثه ، مثلما الفاسدين الذين نصحناكم مبكرا بضرورة اقتلاعهم قبل ان يتجذروا ،ومنحتموهم الفرصة تلو الاخرى وفي حقيقة الامر لم تكن فرص لمراجعة النفس او لتصحيح الاخطاء وتصويب المسار او كاسلوب تربوي ،وانما كانت طوق نجاة وقبة حديدية للفاسدين والفاشلين وجميع من يخدمون العدوان بعلم او بدون علم ...وهذا عكس توجيهات السيد القائد تماما لانه قال وبصريح العبارة أي فاسد اخلسوا ظهره ، وفعلتم العكس فحميتموهم وخلستم ظهورنا نحن من ابلغنا عن الفساد بل وعن الخيانة وجعلتمونا ندفع ثمن نزاهتنا ووطنيتنا غاليا .
عندما تم حظر استيراد البن شاهدنا موجة من عملية اقتلاع شجرة القات وزراعة شتلات البن ، وبدأ سعر البن اليمني بالانخفاض نظرا لتوفره بكميات أكثر من قبل وكان استمرار ذلك سيجعل تسويق البن داخليا يتم باسعار مقبولة وتجعله في متناول الجميع وسيكون البن اليمني متوفر بدرجات متعددة(درجة اولى ،ثانية ..الى خامسة) وأيضا يستمر التصدير ويستمر التصنيف العالمي ويستمر اسم البن اليمني باكتساح المراتب الاولى.
فحدثت كثير جدا من الخطوات التدميرية لهذا التوجه وكثير من الاعاقات التي جعلت المزارعين يخسرون وبضاعتهم تتكدس .
فمثلا في العام الماضي تم التوجيه بادخال سبعمائة طن من البن الافريقي كانت محتجزة في المنافذ الجمركية.
والتوجيه تم بحجة أن الاحتجاز حدث قبل صدور قرار حظر استيراد البن .
وهذا تدليس وحيلة لإدخال البن الافريقي 
فلو كان دخوله قبل قرار الحظر فلماذا تم احتجازه ؟
ولو ان الكميات وصلت قبل قرار الحظر الصادر عام ٢٠١٩م بينما التوجيه كان قبل عام فهذا معناه أن البن الافريقي مكث اربعة أعوام في حجز المراكز الجمركية ،بينما المعروف ان البن الافريقي غير قابل للتخزين لاكثر من عامين نظرا للرطوبة التي فيه.
مع العلم أن أغلب الكميات الداخلة من البن الافريقي الرديء تستخدم في الخلط مع البن اليمني وهذا الغش ليس للمتاجرة والمرابحة فقط  وانما للتسبب بهبوط في التصنيف.

الخلاصة :- 
البن اليمني بشكل خاص وملف الاكتفاء الذاتي الزراعي بشكل عام يتعرض لمؤامرة خبيثة تنفذها ايادي داخلية للاسف الشديد .
فهل هناك من ينتبه لهذا الملف ويلغي القرارات التدميرية والكارثية ويعمل على معالجة كل الاختلالات لانه من اهم الملفات ، أم أنكم ستستمرون بترك المجال للمزريين الى أن يقتلعوكم انتم بدلا من أن تقتلعوهم ؟
وبهذا يتمكن العدو الامريكي الصهييوني وتحالفه الشيطاني من اعادة التبعية بدون صواريخ وقنابل ذكية وذلك من خلال النخر من الداخل والتدمير الذاتي وتوسيع سطوة المزريين.
*اعتق رقابنا يا قائد الثورة بحكومة الكفاءات*

 

شارك المقال: