• الساعة الآن 01:03 AM
  • 19℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

أحمد حامد يلبس ثوب مروان بن الحكم

news-details

 

لن تجد سلطة تتحدث عن مظالم بني أمية والنتائج التي ترتبت من توليتهم على رقاب الناس مثلما تفعل سلطة صنعاء، ولدرجة أن المهتم بتاريخ تلك الحقبة من عمر الإسلام سيحصل منها على معلومات لن يحصل عليها في مكان آخر إلا بعد عناء. 
تجد القيادي أحمد حامد مدير مكتب رئاسة الجمهورية مثلا يحلل شخصية مروان بن الحكم ويشرحها تشريحا دقيقا كما لو كان خبيرا نفسيا، ويستغرب من كل تلك السطوة التي كانت للرجل على الخليفة عثمان بحيث يتعدى الأمر مسألة قرابة تجمعهما. 
قد يصبغ حامد على وظيفة مروان عند الخليفة ابن عمه لفظا معاصرا فتراه يقول بأنه كان بمثابة مدير مكتب رئاسة الجمهورية أو الديوان الملكي، بحوزته ختم الدولة ويحرر الرسائل والبرقيات ويخاطب العمال وأمراء الأمصار، فيما الخليفة لم يعد أكثر من صورة شكلية. وقد يسرد للتوضيح جانبا مما كان يمارسه مروان بن الحكم، كرسالته المختومة بختم الخليفة إلى عامل مصر بقتل أولئك الذين جاؤوا يشتكون ويطالبون الخليفة بإقالة عاملهم من بني أمية، أو عندما خرج على المحتشدين حول دار عثمان فيرميهم بالسهام قائلا إن هذا الأمر لنا ولن يستطيع أحد انتزاعه منا، وغيرها من الأحداث، مستغربا كيف أن خليفة المسلمين حينها لم يكن بمقدوره تنحية شخص بهكذا خطورة وكارثية، على الرغم من إجماع الصحابة وأولي الرأي على تنحيته وإبعاده عن مركز القرار، فيما الخليفة مصر على بقائه وإن رغمت أنوف وتمرغت جباه. وقد يعلل حامد تمسك الخليفة الشديد والعنيد بمروان لكون الأخير كان على دراية من أين تؤكل الكتف وكيف يستطيع مسح كل أثرة في صدر ابن عمه عليه بإزجاء المديح والتذلل عند قدميه كجرو صغير. 
وبعد أن يستفيض حامد في تشريح شخصية مروان بن الحكم يخرج بنتيجة مفادها أن الرجل الذي قد يصفه بالكارثة الكبرى كان هو السبب المباشر والوحيد في مقتل عثمان وحدوث الفتنة بين المسلمين. فالرجل هو الذي كانت مقاليد الدولة بيده يسيرها على هواه، وهو المتحكم بما يصرف وما لا يصرف من بيت مال المسلمين، وهو الذي يعين الولاة والعمال وقادة الجيوش والقائمين على بيوت المال في كل مصر من الأمصار، وهو الذي كان يدير هيئة المظالم فيُدخل إلى الخليفة ما يشاء ويُخفي عنه ما يشاء، وهو الذي نفى أبا ذر واعتدى على عمار وأقال ابن مسعود من بيت مال الكوفة، وهو الذي أسكت كل صوت معارض حتى لو كان بحجم الإمام علي، وهو وهو وهو... وأن عثمان كان مجرد غطاء سياسي يحتاجه مروان من حين لآخر للخروج على الناس بهذا الخطاب أو ذاك، وما عدا ذلك فلا شيء.
وفي لحظة ما من حديث مدير مكتب رئاسة الجمهورية أحمد حامد عن مدير مكتب خلافة المسلمين مروان بن الحكم يلتبس على ذهنية المستمع فلا يستطيع التفريق بين ما يسمعه وما يراه. وربما لو كان ثمة في عهد مروان مدونة سلوك وظيفية ولجان وصناديق ومنظمات، لكان للمستمع أن يعتقد بأن حامد قد انتقل من الحديث عن مروان إلى الحديث عن نفسه.
 

شارك الخبر: